شهدت مدينة 6 أكتوبر حادثة مؤسفة تمثلت في تعرض صحفية للاعتداء الجسدي على يد عدد من الأشخاص، وقد تسببت هذه الواقعة في إصابتها بكدمات عديدة وتمزيق ملابسها وذلك بعد أن قامت بإطعام كلب ضال، ويُذكر أن الاعتداء لم يقتصر عليها بل شمل أيضًا الكلب مما أدى إلى نفوقه، وبهذا أصبحت الحادثة محطة حديث بين المهتمين بقضايا الرفق بالحيوان.
عقب وقوع الحادث، تمكن رجال المباحث من إلقاء القبض على المتهمين، وقد تم إحالتهم إلى النيابة العامة لمتابعة الإجراءات القانونية، ورغم ذلك، قررت الصحفية التنازل عن البلاغ بعد التصالح مع المتهمين، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى وعي المجتمع بحقوق الحيوانات، وأهمية التصدي للانتهاكات التي تتعرض لها.
تكررت حالات الاعتداء على الكلاب الضالة في الآونة الأخيرة، إذ انتشرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، تُظهر أحد الأفراد وهو يقتل الكلاب في حدائق الأهرام، حيث ادعى أنه تخلص من 500 كلب، لكن المعلومات التي توصلت إليها الجهات المعنية أثبتت عدم صحة هذا الادعاء، حيث تبين أن العدد الحقيقي للكلاب النافقة هو 8 فقط.
تحقيقات الجهات الأمنية كشفت هوية المتهمين، ووضعت الأمور في نصابها الصحيح، وهو ما يعد تذكيرًا مهمًا بضرورة تطبيق القوانين بحسم لحماية حقوق الحيوانات، فالكثير من المجتمعات ينبغي أن تقف ضد ممارسات القسوة وسوء المعاملة التي تلحق بالمخلوقات الضعيفة، خاصة تلك التي لا تمتلك القدرة على الدفاع عن نفسها.
يحرص قانون العقوبات المصري على وضع عقوبات صارمة ضد من يقوم بقتل الحيوانات، حيث تنص المادة 355 على معاقبة كل من يقتل عمدًا أي حيوان، كما تحدد القانون أيضًا العقوبات المرتبطة بتسميم الحيوانات، مما يدل على مدى أهمية هذه القوانين في الحفاظ على حقوق الحيوان.
تجدر الإشارة إلى أن القانون يتضمن أيضًا أحكامًا تقضي بالعقوبة لتلك الأفعال التي تحدث ليلاً، حيث يمكن أن تصل العقوبات إلى السجن المشدد التي تمتد من ثلاث إلى سبع سنوات، وهذا يعكس جدية الدولة في التعامل مع الجناة، ويعبر عن أهمية تعزيز ثقافة الرفق بالحيوان في المجتمع.
القوانين المنصوص عليها في مصر تؤكد ضرورة حماية الحيوانات من التعرض للأذى، ومع ذلك يبقى دور المجتمع المدني مهمًا في نشر الوعي والتثقيف حول كيفية التعامل الإنساني مع الحيوانات، وهذا يناشد الأفراد لتعزيز قيم الرحمة والرفق في نفوسهم، فالعلاقة بين الإنسان والحيوان ترتبط بالتعاطف واحترام الحياة بشكل عام.
الإدراك العام بأن الحيوانات بحاجة إلى الحماية والرعاية يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ولذلك يجب تعزيز الوعي بمسؤوليات المواطنين حيال هذه القضايا، فكل كائن يعيش على هذه الأرض له حق في الحماية، ويجب على الجميع المساهمة في تحقيق مجتمع يسوده الرحمة والإنسانية، خاصة تجاه الكائنات الأضعف.
