في واحدة من أكثر قصص التحدي إلهامًا، يواجه الطفل ياسين، الذي يبلغ من العمر سبع سنوات من الإسكندرية، صراعًا مستمرًا مع الأمراض منذ ولادته، فقد تجاوز أكثر من 22 عملية جراحية في المخ، لكن لا يزال يظل محتفظًا بالأمل ليكون لائقًا كباقي الأطفال في عمره. قصة ياسين تحكي عن صراعه مع الألم ورحلة التعافي التي ينتظر أن تكون جزءًا من حياته.
تبدأ معاناة ياسين منذ أول أيام حياته، حيث تم إدخاله إلى الحضانة لمدة 30 يومًا بسبب مشاكل صحية في الرئة، وقد خضع لأول عملية جراحية لتنظيف الصديد، وبعد أن تعافى، ظهرت العديد من المشكلات الصحية، بما في ذلك تورم في الفخذ، مما استدعى إجراء عملية لاستئصال كيس دهني في مستشفى الشاطبي بالإسكندرية، تلك التحديات لا تزال تتوالى.
مع مرور الوقت، تفاقمت حالة ياسين حيث اكتشف الأطباء وجود مياه على المخ، وتم تركيب جهاز لتصريف المياه، لكن لسوء الحظ تعرض الجهاز للانسداد بعد أسبوع، مما أدى إلى إدارته إلى مستشفى الميري العام، ومن هناك بدأ عدد كبير من العمليات الجراحية. الخضوع لما يقارب 12 عملية جراحية في المخ بدأت بثلاثة أجهزة جديدة لتصريف المياه.
لم تتوقف المعاناة عند هذا الحد، حيث ظهرت مشاكل جديدة في الكبد والطحال، وسجلت مستويات خطيرة في صفائح الدم والهيموجلوبين. في كل مرة يخضع فيها للعمليات كان يواجه مضاعفات، ونزيف متكرر، مما كانت له تداعيات خطيرة على صحته. لم يكن فقط يعاني من تلك المشكلات، بل كانت أكثر التعقيدات حيث واجه مشاكل في المشي.
مؤخراً، بدأ جسم ياسين يتقلص وأصبح غير قادر على المشي، مما دفع والده للاستنجاد بالمختصين في مجال علاج الأطفال. وضع والده أمام تساؤلات عديدة حول الأسباب التي قادت إلى تدهور حالة ياسين، متمنياً أن يحصل على الدعم والاهتمام الكافي من الجهات المختصة. والده يراقب الأمل في التحسن مع كل لحظة تتاح له رؤية ابنه يتحرك ويتحدث، فقد تحدث أخيراً عن تطلعاته كأب لرؤية ياسين وهو يعيش حياة طبيعية.
