تُعد قصة لوري كانينجهام، نجم ريال مدريد في الثمانينيات، من أكثر القصص إثارة في عالم كرة القدم. فهو ليس مجرد لاعب نجح في دخول نادي عريق بل هو الشخص الذي كسب احترام حتى جماهير الغريم التقليدي برشلونة. أحداث مشواره تكشف عن رحلة مليئة بالتحديات والإصابات، حتى أن تصفيق الكتلان له في “كامب نو” أثبت أنه كان أكثر من مجرد لاعب.
يعتبر كانينجهام رمزًا للأمل في عالم كرة القدم، حيث فقدت شباك التاريخ العديد من الأسماء البارزة، ولكنه استطاع أن يتجاوز حدود الكراهية المعروفة بين الأندية الكبرى. انطلق من دوامة الفشل في الفرق الصغيرة وعبر إلى مستويات عالية ليتوج بطلاً بكأس الملك في أكثر من مناسبة، مُعبرًا عن الانفتاح الذي بدأ ريال مدريد في استقطاب اللاعبين المميزين من مختلف أنحاء العالم.
وُلِد كانينجهام في شمال لندن، وبدأ مشواره في كرة القدم بحماس في نادٍ صغير، لكنه لم يتردد في مواجهة التحديات التي وضعت في طريقه. بعد أن سطع نجمه في وست بروميتش ألبيون، انتقل إلى ريال مدريد في صفقة قياسية جعلت منه أحد أهم اللاعبين على الساحة العالمية، ليصبح أول إنجليزي يلبس قميص الملكي.
سجل انطلاقته في مدريد بهدفين، لكن سرعان ما واجهته سلسلة من الإصابات التي بدأت تعكر صفو مشواره، ومع ذلك كانت هناك لحظة ساحرة لديه في “كامب نو”، حيث تصفق له الجماهير بحرارة، مشهد نادر جعل من تلك الليلة واحدة من أهم لحظات كرة القدم، حتى أن ابنه روى كيف احتفى به الجميع رغم اختلاف الألوان.
على الرغم من بداية مبشرة في مشواره مع ريال مدريد، إلا أن الإصابات أوقفت تقدمه، مما أثر بشكل كبير على أدائه في السنوات اللاحقة. غاب عن فترات طويلة من الموسم، وعندما عاد لم يكن في أفضل حالاته، ولعب فقط بضع مباريات، ليبدأ تراجعًا تدريجيًا وانطلق ليجرب حظه مع أندية أخرى.
تغيرت مسيرته بعد فترة من المعاناة، ورغم الانجازات القليلة التي حققها إلا أنها لم تكن كفيلة بإبقاءه على الساحة. بعد فترة من الانتقال بين الأندية، وقع حادث مأساوي أنهى حياة أسطورة لم تعش طويلًا، حيث فقد السيطرة على السيارة واصطدم بعمود إنارة.
تبقى ذكراه حاضرة في قلوب الكثيرين الذين شاهدوا موهبته الفريدة، حتى أن المدرب فيسنتي ديل بوسكي أشار إلى أن كانينجهام كان يملك إمكانيات تضاهي نجوم كرة القدم الحاليين، وعلى الرغم من رحيله المبكر، إلا أن تأثيره في عالم كرة القدم سيبقى خالدًا.
