لم تكن “سوزي الأردنية” تدرك أن مسار السعي إلى الشهرة سيقودها إلى موقف دراماتيكي، قبل شهور قليلة كانت تراقب ملايين المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي، واليوم تجد نفسها جالسة داخل عربة ترحيلات، محاطة بأجواء مظلمة وضبابية، الفارق بين تلك اللحظات كان مذهلاً، من الأضواء إلى القيود في لمح البصر، شعور لا يمكن وصفه بالكلمات، يتواجد في كل زاوية من زوايا تفكيرها.
بجانبها جلست “ليندا”، الراقصة التي أصبحت مشهورة أيضاً بفضل السوشيال ميديا، جمعتهما المصادفة غير المتوقعة في هذا الطريق الغريب، حظيتا بشهرة مفاجئة، ولكن عبر تجربة مشتركة تنحت تأثيرات عميقة، كلاهما تجرع مرارة الواقع بعد عالم مشهور مليء بالأضواء والاهتمام، كانت تلك المفارقة الأليمة بمثابة دروس قاسية عن الحياة، والأحلام التي يمكن أن تنهار في لحظة.
ارتدت الفتاتان ملابس السجن البيضاء، الهويات الجديدة التي لم يتوقعا أن ترتديانها يوماً، كانت الحجاب والكمامة تعكسان واقعاً جديداً، ساندت إحداهما رأسها إلى الزجاج، بينما حاولت الأخرى إخفاء مشاعر القلق وراء ابتسامة غير مرتبكة، كان صمت السيارة حديثاً من نوع آخر، يتخلله نظرات تحمل في طياتها عواطف شتى، تساؤلات عن السبب الذي جعلهن يصلن إلى هنا.
عند وصولهن إلى المحكمة، نزلت الفتاتان بخطوات بطيئة بينما كانت العيون تتجه نحوهما، مظهرهن الواحد ووجهتهما المأساوية جعلتهما نقطة التركيز، من الحياة خلف الشاشات إلى قاعة المحاكمة، الأجواء كانت مفعمة بالتوتر، أعادت السوشيال ميديا جمعهما مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت تلك الأضواء باهتة، والعالم من حولهما مظلم.
في المحكمة، واجهتا الفتاتان الحكم ذاته، عقوبة الحبس لمدة سنة مع غرامة قدرها 100 ألف جنيه، بسبب الاتهامات التي زُعمت بحقهما، العواقب كانت مفجعة بالنسبة لهما، كيف انقلبت الأدوار سريعاً بين الفرح والضياع، عادت كل واحدة منهما إلى عالمها الخاص، مشغولة في التفكير بمستقبل غامض وعواقب قرار لم يكن في الحسبان، وكانت الأسئلة تلتف حول أفكارهما بلا نهاية.
