شهدت مصر في عام 2006 حدثًا فريدًا أذهل العالم، حين تم نقل تمثال رمسيس الثاني من وسط القاهرة إلى المتحف المصري الكبير، كانت تلك العملية أكثر من مجرد إجراء تقني، بل أظهرت عبقرية المهندس المصري أحمد حسين الذي قاد هذه المهمة التحدي، إذ أثبت أن الابتكار والإرادة قادران على حل أي صعوبات وإظهار قدرات الشباب المصري في مواجهة التحديات الكبيرة.
كان التمثال يحمل وزنا يصل إلى 83 طنًا ويصل ارتفاعه إلى 11 مترًا، حيث بدأ الانتقال من ميدان رمسيس إلى متحفه الجديد، لم يُفكك التمثال كما اقترحت العديد من الشركات الأجنبية، بل تم نقله شامخًا في مغامرة هندسية لا مثيل لها، يعد هذا العمل بمثابة إعادة إرث حضاري رائع.
لكي تتم هذه العملية المعقدة، أدت العقول المصرية دورًا بارزًا، فعٌهد بالمهمة إلى شركة المقاولون العرب، وبتوجيه الرئيس الأسبق حسني مبارك، تم تصنيع معدات خاصة وفق تصميمات المهندس أحمد حسين، الذي حقق ما اعتبره الكثيرون مستحيلاً، حيث قدم نموذجًا مبتكرًا لنقل التمثال دون أي تلف، الامر الذي ساعد على دفع العملية إلى النتائج الإيجابية.
تم تشكيل موكب احتفالي ووسائل الإعلام العالمية كانت حاضرة، ترقب الجميع بتوجس ما قد يُحدثه نقل هذا التمثال الهام، ورغم الشكوك المثارة من قبل الخبراء، نجح التمثال في التحرك بشكل ضامن، فإذا به يستقر في وضعيته القائم.
ومع التصفيق والهتافات، سادت أجواء من الفخر داخل المجتمع المصري، حيث تعكس هذه الملحمة على مستوى الهندسة والابتكار من قبل الشباب المصري، وفي النهاية أجاب أحمد حسين ببساطة متواضعة عندما سُئل لمن تهدي هذا الإنجاز، قائلاً: “مهديهوش لحد.. أهديه لنفسي وللمهندسين المصريين والعرب”.
