وصف الدكتور محمد الجوهري، رئيس مركز أكسفورد للبحوث والدراسات الاقتصادية، لقائه مع زعماء أمريكا والصين في 29-30 أكتوبر 2025 بأنه يمثل خطوة نحو هدنة تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث تم الاجتماع في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية ضمن فعاليات قمة APEC. وكان اللقاء بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ له أهمية خاصة، إذ جاء في وقت حساس تشهد فيه العلاقات التجارية التوترات المتزايدة.
أشار الجوهري إلى أن النتائج الرئيسية للاجتماع تشير إلى تهدئة مؤقتة للصراع التجاري، حيث تم التأكيد على أهمية استقرار العلاقات والتعاون الاقتصادي بين البلدين. من أبرز القرارات، خفض أمريكا لبعض الرسوم الجمركية، وتعليق الصين لقيود التصدير على المعادن النادرة لمدة عام، وزيادة واردات الصين من الصويا الأمريكية. تلك الخطوات تأتي في خضم التعقيدات الكبيرة التي تشوب الحرب التجارية.
وأوضح الجوهري أن القضايا الهيكلية مثل التكنولوجيا وتايوان تظل قائمة، وبالتالى فإن التنافس بين القوتين لم ينتهِ، ولكن يتم التحكم فيه بشكل تدريجي، ومن المتوقع أن تساهم هذه الهدنة في تخفيف التوترات، مما يساهم في دعم النمو الاقتصادي العالمي. يتطلب الوضع الحالي من الدول إعادة ترتيب أولوياتها التجارية والاستثمارية، والعمل على تنويع مصادر التوريد وتحفيز التجارة البينية.
وفقاً لـ “سي إن إن”، يعد الاجتماع بين ترامب وشي جينبينغ فرصة تاريخية لبكين للظهور كند للولايات المتحدة على الساحة العالمية. ورغم التحديات التي فرضتها الحرب التجارية، أظهرت الصين قوتها الاقتصادية، مما استدعى الطرفين للتفاوض والبحث عن حلول وسط لتحسين الأوضاع التجارية، وهو ما يعكس أهمية التحولات الحالية في سلاسل التوريد العالمية.
