فى مثل هذا اليوم 5 نوفمبر 1948، شهد جمهور الأهلي ولادة نجم جديد، حيث أطلق عليه اسم “صالح محمد سليم” الذي مثل نقطة تحول في تاريخ النادي، أشركه المدرب الراحل لبيب محمود في مباراة ودية أمام المصري البورسعيدي، وسجل سليم هدف الفوز، ليبدأ من هنا مسيرته المميزة مع القلعة الحمراء، وبعدها بأيام قليلة أسس نفسه كجزء لا يتجزأ من الفريق.
وُلِد صالح سليم في 30 سبتمبر عام 1930 بحي الدقي في الجيزة، وكان اختياره للانضمام إلى ناشئي النادي الأهلي في عام 1944 بمثابة بداية انطلاقته، انتقل سريعًا إلى الفريق الأول، حيث لعب حتى عام 1963 قبل أن يحترف للنادي النمساوي “جراتس”، ليرجع مجددًا ويكمل مشواره في الأهلي حتى اعتزاله في 1967، تاركًا إرثًا لا يُنسى.
أبدع صالح سليم خلال مسيرته مع النادي الأهلي، حيث حقق العديد من البطولات، فتوج مع الأهلي بـ20 بطولة، بما فيها 11 بطولة دوري و8 كؤوس، كما سجل 7 أهداف في مرمى الإسماعيلي في مباراة واحدة، ليُسجل اسمه كأحد أبرز المهاجمين، وأُقيمت آخر مباراة له في عام 1966، ليعلن اعتزاله في ذات العام.
حظي صالح سليم بمسيرة دولية رائعة، حيث انضم للمنتخب الأول في عام 1950، وشارك في 24 مباراة دولية سجل خلالها خمسة أهداف، قاد منتخب مصر للفوز بكأس الأمم الأفريقية 1959 بالقاهرة، ومثّل مصر في أولمبياد روما 1960، واختتم مشواره الدولي في بطولة الأمم الأفريقية 1962، حيث ترك بصمة واضحة في تاريخ الكرة المصرية.
بعد اعتزاله، اتجه صالح سليم إلى الإدارة، حيث تولى منصب مدير الكرة بالأهلي، وترشح لعضوية مجلس الإدارة، حتى أصبح رئيسًا للنادي في عام 1980، ثم عاد مجددًا بحلول عام 1990، كما خاض تجربة فنية في السينما بأفلام شهيرة مثل “الشموع السوداء” و”الباب المفتوح”.
فاجأ المرض صالح سليم في عام 1998، حيث وافته المنية بعد صراع طويل مع مرض السرطان، الذي بدأ يتوغل في جسده، وعانى من تدهور حالته الصحية رغم محاولاته للعلاج، الأمر الذي أدى إلى دخوله في غيبوبة طويلة حتى فارق الحياة عن عمر يناهز 72 عامًا، ليترك خلفه إرثًا يستمر في قلوب عشاق الأهلي.
