ما بين الفنون والمعرفة تتجلى أهمية المتاحف في حفظ التراث والثقافة، ويُعتبر وجود التماثيل داخل هذه المعالم سؤالًا مهمًا يعكس آثار الفكر الشرعي في عصرنا. دار الإفتاء أضافت بعض التوضيحات حول هذا الموضوع المثير للجدل، كما أكدت على القيم المعاصرة للتماثيل وما يرتبط بها من أغراض تعليمية وزخرفية ولا تهدف إلى المضاهاة في خلق الله.
في سياق التوضيحات، ينبغي التأكيد على أن التماثيل اليوم لا تهدف لتقديس أو عبادة، فهي تعكس جوانب من الفنون البشرية. لذا، فإن إدخالها في المتاحف كفيل بإثراء تجارب التعليم والبحث، إذ يُعتبر تعليم التاريخ والفن أمرًا مشروعًا بل ويثري الهوية الثقافية، إذا كانت التماثيل موجهة لأغراض نبيلة وأخلاقية.
المسألة لا تقتصر على الجوانب الفنية بل تشمل أيضًا الجانب الاقتصادي من خلال تيسير التجارة في هذا المجال، فالمتاحف ليست فقط للمشاهدة إنما يمكن أن تكون أماكن تبادل ثقافي واقتصادي، حيث يسمح بالتبادل الحر للمعرفة والفكر ضمن الإطار الشرعي، كما أن فكرة تكسير التماثيل تعد بفعل غير مستند إلى الفهم السليم للأغراض الحقيقية للتماثيل في زمننا الحاضر.
ختامًا، إن التعامل مع التماثيل في المتاحف يستدعي منا التفكير بعقل مفتوح ومرونة في الرؤية، فبين الفنون والتعليم والإرث التاريخي تجلس التماثيل كرمز لجمال الإنسانية وجوانبها المتعددة، لذا، فإن استحضار القيم الثقافية والفكرية في هذا السياق يظل ضروريًا للحفاظ على تراثنا وتحقيق التوازن بين الدين والفن.
