كشفت دراسة حديثة من فريق الباحثين بجامعة كارنيجي ميلون عن وجود علاقة عكسية بين مستوى الذكاء المنطقي لنماذج الذكاء الاصطناعي وقدرتها على التعاون، حيث أظهرت التجارب التي أجريت باستخدام نماذج لغوية كبيرة من شركات مثل OpenAI وجوجل وAnthropic أن الأنظمة الأكثر تطورًا تظهر القليل من التعاون في سيناريوهات اقتصادية تحاكي المعضلات الاجتماعية، وكانت نسبة المشاركة في بعض الألعاب 96% للنماذج البسيطة مقابل 20% فقط للنماذج المتقدمة.
يشير البحث إلى أن سلوك الأنانية يعد مقلقًا، حيث لوحظ أن الأنانية تتسبب في تقليل فعالية التعاون الجماعي، فقد أفاد الباحثون بوجود تدهور بنسبة 81% في التعاون عندما تم إدخال نموذج أناني ضمن مجموعة عمل، وهذه النتائج تثير مخاوف حول مدى الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات جماعية، خاصة في مواقف تحتاج إلى تفاهم اجتماعي.
العوامل الاجتماعية تلعب دورًا محوريًا في هذه النتائج، فقد أوضح الباحثون أن المشكلة ليست في مستوى الذكاء فقط، بل تنبع من غياب الذكاء الاجتماعي الموازن، فالمجتمع يتجاوز كونه مجرد مجموعة من الأفراد، ومن المهم أن تحتوي الأنظمة على نهج يتخطى تحسين الفائدة الشخصية.
بناءً عليه، يشدد البحث على أهمية ضرورة وجود ضوابط على أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وذلك لضمان دعم التعاون والمصلحة المشتركة، فقد تتسبب الأنظمة التي تميل نحو المنفعة الذاتية في مخاطر عند التعامل مع القضايا الاجتماعية، مما يجعل الأمر مرتبطًا بتفكيك مفهوم العمل الجماعي والتعاون.