برغم مرور ثلاث سنوات على وقوع الجريمة المأساوية التي ألحقت الأذى بأسر عديدة، لا يزال ضحايا سفاح المعمورة يعانون من آثار تلك الحادثة الفظيعة، حيث عقدت اليوم جلسة استئناف جديدة في القضية، وترأسها هيئة قضاة جديدة، مما انعكس على مجريات المحكمة، حيث طلب الدفاع عن المتهم استدعاء شهود آخرين وعرض موكله على لجنة طبية جديدة، في ظل انتظار الجميع لقصاص عادل.
وأفاد المحامي عصام فراج، الذي يمثل أسرة الضحية محمد إبراهيم عدس، بأن الدفاع عن المتهم قدم عددًا من الطلبات الجديدة، بما في ذلك استدعاء الطبيب النفسي المسؤول عن التقرير السابق، كما طلب تأجيل الجلسة للاطلاع على مستندات القضية بشكل كامل، ومن المتوقع أن يتم النظر في هذه الطلبات خلال الجلسات المقبلة، مما يزيد من تعقيدات القضية المأساوية.
هذا وقد أوضح المحامي أن الاستئناف أصبح ممكنًا نتيجة لتعديلات قانونية في الإجراءات الجنائية، مما يسمح بنظر القضية أمام محكمة أعلى، وهو ما يعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة، حيث أكد فراج على أهمية رضا أسر الضحايا من خلال تحقيق القصاص، خاصة وأن الحادث ألحق أذى نفسي كبير بعائلاتهم.
ومن المؤلم أن الضغوط النفسية لم تقتصر على أسر الضحايا فقط، بل طالت أيضا ابنة الضحية، التي انتقلت إلى رحمة الله بعد صراع مع المرض نتيجة للصدمة، حيث توفيت قبل جلسة الحكم، وهو ما يشير إلى الأبعاد الإنسانية المؤلمة لهذه القضية التي هزت مشاعر الجميع في الإسكندرية.
محكمة جنايات مستأنف الإسكندرية قررت اليوم تأجيل نظر أولى جلسات الاستئناف في قضية المتهم المعروف باسم “سفاح المعمورة”، وذلك بناءً على الطلبات المقدمة من هيئة الدفاع. إذ يعبر الجميع عن أملهم في تسريع عملية تحقيق العدالة، مع انتظار الأسرة لقرار المحكمة الذي قد يخفف من آلامهم الممتدة.
