في مجتمعاتنا الحديثة، أصبح الطلاق السريع مشهدًا معتادًا في محاكم الأسرة، حيث يتقدم الأزواج الذين لم يمضِ على زواجهما سوى أسابيع أو أشهر قليلة بطلبات الطلاق بشكل سريع وبدون تردد، تعكس هذه الظاهرة هشاشة العلاقات الزوجية وغياب الحوار والصبر الضروريين لإدارة الخلافات. ومن الملفت أن بعض هذه الزيجات الجيدة تعود إلى افتقاد الزوجين للوعي والقدرة على تجاوز الأزمات، مما يجعل العلاقة معرضة للانهيار في وقت قصير.
تعدّ “ظاهرة الطلاق السريع” مؤشرا على تفكك الحياة الزوجية في المجتمع، حيث تبدأ الخلافات بتفاصيل بسيطة مثل اختلاف وجهات النظر أو التدخلات العائلية ثم تتحول سريعًا إلى أزمات عنيفة قد تؤدي إلى الانفصال، يُقدم الأزواج والزوجات عبارات تفيد بعدم قدرتهم على التكيف مع تغيرات الحياة المشتركة، وهذا يعكس مشكلة أكبر في كيفية إدارة العلاقات بشكل صحي ومستدام.
المحاكم الشرعية تعكس واقعًا مؤلمًا من خلال الدعاوى التي تُرفع خلال السنة الأولى من الزواج، حيث تتباين الأسباب وتتوزع بين مشكلات بسيطة لم تُحل بالحوار، وضغوط الأسرة، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي ترسم صورة غير واقعية عن الحياة الزوجية. بالإضافة إلى ذلك، ضعف الإعداد النفسي وقلة الوعي بدور كل طرف في العلاقة، تؤدي كلها إلى انهيار مبكر للزيجات.
صلاح الدين، وهو شاب تعرض لموقف مأساوي، يروي تجربته حيث طلبت زوجته الطلاق بعد أيام من زواجهما، بسبب اكتشافها خداعه بخصوص سكنهم، وهنا تعكس قصته كيف أن ضغوطات الحياة الحقيقية قد تتسبب في تدمير العلاقة قبل أن تتاح لها فرصة الإزهار. أحوال الشخصيات في مثل هذه القصص تعتبر إنذارًا خطرًا بشان الحاجة إلى معالجة قضايا الثقة والاحترام المتبادل.
من جهته، يؤكد المحامي محمد حسن أن التسرع في الطلاق يهدد كيان الكثير من الأسر، ويشير إلى أن القانون يلزم محاكم الأسرة بمحاولة الصلح مرتين على الأقل. ويستطرد قائلا إن الحلول القانونية للتخفيف من هذه الظاهرة تبدأ بالإصلاح قبل أن تعود الأمور إلى المحاكم، حيث يتجاوز الأزواج هذه الخطوة في haste، وهذا ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.
التمسك بفرص الصلح وتنقية الأجواء بين الزوجين يعد ضرورة ملحة لحفظ كيان الأسرة، ولهذا يجب أن يبدأ العمل الفعلي قبل الزواج عبر تعزيز الوعي بالمشاعر والمسؤوليات المشتركة. إن هذا الفهم ينبه الأزواج الجدد إلى أن الطلاق السريع ليس مجرد إجراء قانوني، بل هو علامة على مشكلات تحتاج إلى حوار فعال وفهم عميق للطبيعة الإنسانية.
