يتوق المسلمون في مختلف أنحاء العالم لبدء شهر رمضان المبارك في عام 2026، فالشهر الكريم يأتي حاملًا في طياته معاني روحانية عميقة، يعبر عن العبادة والتقرب إلى الله من خلال الصيام والقيام، بل ويتجلى فيه الخير والتراحم بين الأفراد، ففيه تتجسد قيم التكافل الاجتماعي، ويصبح الجميع أكثر قربًا وتعاونًا من بعضهم البعض، مما يضفي على هذا الشهر أهمية خاصة في حياة المسلمين.
وفقًا للتقديرات الفلكية من المعهد القومي للبحوث الفلكية، من المتوقع أن يبدأ شهر رمضان يوم الخميس 19 فبراير 2026، وباستناد إلى تلك الحسابات، فإن الشهر المبارك سيستمر حتى مساء يوم الجمعة 20 مارس، وتعتمد بداية الشهر بشكل أساسي على رؤية الهلال الشرعي، حيث ستقوم دار الإفتاء المصرية بتحري الهلال بعد غروب شمس يوم الثلاثاء 17 فبراير.
تأتي أهمية رمضان أيضًا من عدد أيامه التي تصل إلى ثلاثين يومًا، حيث يكون عيد الفطر المبارك في يوم السبت 21 مارس، ليجمع كل المسلمين في تلك المناسبة السعيدة، وعادة ما يتطلع الجميع إلى تلك اللحظة لتبادل التهاني والاحتفال بروح الشهر الفضيل.
من الناحية الأخرى، يختلف عدد ساعات الصيام من سنة لأخرى، ففي رمضان 2026، يُتوقع أن تتراوح ساعات الصيام بين 12 إلى 13 ساعة يوميًا، حيث تكون ساعات الصيام أقصر في البداية وتطول تدريجيًا مع تقدم الشهر، مما يتطلب من الصائمين الاستعداد جيدًا.
يعتبر رمضان فترة مميزة للتفكر والعبادة، حيث يرتبط بالصيام وقيام الليل، ويعزز من قيمة الصبر والتحمل، ويدعونا أيضًا للتواصل مع الكتب السماوية كقراءة القرآن الكريم، فكل تلك الأعمال تعكس التفاني في طاعة الله، أما من الناحية الاجتماعية، فيساهم رمضان في بناء روابط أعمق بين الأفراد، من خلال الإفطار الجماعي وتوزيع الصدقات على المحتاجين، مما يعكس روح التعاون والمشاركة.
إن شهر رمضان يمثل أكثر من مجرد عبادة، فهو يأتي كاحتفال بالتسامح والكرم ويعكس قيمًا نبيلة تعزز من العلاقات الإنسانية، مما يجعل أثره دائمًا ومؤثرًا في حياة الملايين من المسلمين، وما تزال التطلعات للاحتفاء به تزيد مع اقتراب موعده، للاستعداد لاستقبال هذه الرحلة الروحية العظيمة.
