لم يصدق عشاق نادي الاتحاد لكرة القدم المشهد المثير الذي حدث خلال الديربي حين تصدى الحارس السنغالي إدوارد ميندي لكرات رأسية قوية من دانيلو بيريرا، حيث تحرك كالأخطبوط العملاق ليمنع الكرة من دخول الشباك، كرة نهشت بأطراف أصابعه ورفضت مصيرها، وبذلك انتهت المباراة بفوز الأهلي بهدف وحيد سجله رياض محرز، ولكن التصدي كان هو العنصر الأبرز في اللقاء.
ميندي لم يكن مجرد حارس مرمى عادي، بل كان يحمل تاريخًا طويلًا من الكفاح والانتظار، فقد بدأ مسيرته في أكاديمية لو هافر الفرنسية قبل أن ينتقل إلى شيربورج، حيث قضى أشهرًا يتدرب وحده ويمر بأوقات صعبة، حتى منحته الفرصة من نادي رينز عام 2018، وفي تلك الفترة، عكس موهبته الحقيقية وسجل العديد من الشباك النظيفة، وهذا ما جعله يصل إلى تشيلسي.
حقق ميندي إنجازات كبيرة منذ عودته إلى الملاعب، حيث ساهم في رفع كأس دوري أبطال أوروبا مع تشيلسي عام 2021، وقاد منتخب بلاده السنغال نحو لقب أمم إفريقيا، والآن في الأهلي الذي انضم إليه في صيف 2023، أثبت جدارته بعد أن قدم أداءً رائعًا في العديد من المباريات، ليحقق مع الفريق المركز الثاني.
خلال الديربي، لم يحمِ ميندي مرماه فحسب بل كان يحافظ على نقاط غالية للأهلي، والتي رفعت الفريق إلى المركز الخامس في الترتيب، بينما عاش نادي الاتحاد أوقاتًا صعبة، وحين شهدت المدرجات لحظة التصدي، علت صيحات الفرح بينما كان ميندي هادئًا، مشيرًا بإشارة تسليم واضحة لزملائه، ليبقى رمزًا للصمود والأمان.
