في خطوة تعكس القلق المتزايد حول آثار تغير المناخ، أعلن فريق بحثي بقيادة أيان فليشمان من معهد ماميراوا للتنمية المستدامة في البرازيل عن نتائج دراسة جديدة حول بحيرات الأمازون، إذ أظهرت الأبحاث الأخيرة ارتفاع درجات حرارة المياه بشكل ملحوظ، مما يهدد الحياة البرية والحيوية البيئية في هذه المنطقة الغنية بالتنوع البيولوجي، وقد شملت الدراسة قياسات ميدانية وتحليل بيانات الأقمار الصناعية لعشر بحيرات.
وفقًا للدراسة المنشورة في مجلة “ساينس”، تم الكشف عن أن درجات الحرارة في خمس من البحيرات العشر المسجلة قد تجاوزت 37 درجة مئوية، وشهدت تقلبات يومية كبيرة على مدار اليوم، حيث وصلت الاختلافات إلى 13 درجة مئوية، مما أحدث ضغطًا حراريًا كبيرًا على الأسماك والحيوانات المائية الأخرى، ويمثل هذا الوضع تهديدًا حقيقيًا لاستدامة الحياة البحرية في المنطقة.
الباحثون استخدموا نماذج حاسوبية لتحديد العوامل التي أدت إلى هذه الزيادة المقلقة في درجات الحرارة، وكشفت النتائج أن تغيرات بيئية متعددة ساهمت في هذه الكارثة، مثل ارتفاع الإشعاع الشمسي وانخفاض عمق المياه وسرعة الرياح، وقد بلغ معدل ارتفاع درجات الحرارة 0.6 درجة مئوية كل عقد على مدى الثلاثين عامًا الماضية، مما يشير إلى اتجاه مقلق.
تحذر الدراسة من أن تغير المناخ قد يؤدي إلى تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة، وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية عن التهديدات القادمة التي قد تواجه سكان الأمازون وتنوعهم البيولوجي، وأكدوا على أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لرصد وحماية المناطق المعرضة للخطر، كما دعا العلماء إلى تطوير برامج رصد بيئي طويلة الأمد لضمان الاستدامة وإدارة فعالة للموارد المائية.
