انبعاثات المواقع الإلكترونية الخاصة بمؤتمرات المناخ تتجاوز المتوسط بعشرة أضعاف

كشفت دراسة حديثة أن مواقع الويب المُخصصة لمؤتمرات المناخ تُنتج انبعاثات كربونية تصل إلى عشرة أضعاف المتوسط عن صفحات الإنترنت العادية، ومع بدء قمة الأمم المتحدة للمناخ في البرازيل هذا العام، أظهرت التحليلات أن الانبعاثات الكربونية قد زادت بنسبة مذهلة تتجاوز 13,000% منذ عام 1995. تستدعي هذه الأرقام إجراءات فورية لإعادة التفكير في تأثير التكنولوجيا على البيئة.

تشير التقديرات إلى أن صفحة الويب لمؤتمر هذا العام ستُصدر ما يعادل 313 كيلوجرامًا من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يُعادل ما تمتصه 15 شجرة ناضجة سنويًا. والذي يعود جزئيًا إلى زيادة استخدام الحوسبة العالية وقوة الاتصال بالإنترنت، فإن انبعاثات هذه المواقع لا تزال تفوق بكثير متوسط انبعاثات صفحات الويب العادية، مما يؤدي إلى تساؤلات حول كفاءة استخدام التكنولوجيا في مواجهة قضايا البيئة.

لفهم هذه الظاهرة بشكل أعمق، أوضحت البروفيسورة ميليسا تيراس من جامعة إدنبرة أن مواقع المؤتمرات تعتمد بشكل متزايد على محتوى يتطلب طاقة حوسبة أعلى مثل الصور والفيديوهات ذات الجودة العالية. وقد سلطت الضوء على أن التكاليف البيئية المرتبطة بالوجود الرقمي تُعتبر نادرة الاهتمام من قبل الأفراد والمنظمات المهتمة بالحفاظ على البيئة، مما يتطلب إعادة تقييم شاملة لتوجهات المستهلكين في هذا السياق.

بفحص بيانات أرشيف الويب وعلى مدى 30 عامًا، أكدت النتائج المنشورة في مجلة PLOS Climate أن انبعاثات مواقع مؤتمر الأطراف كانت منخفضة حتى عام 2008. ومع بداية مؤتمر COP15، واجهت زيادة كبيرة في الانبعاثات لتصل إلى 2.4 جرام من الكربون لكل زيارة، مقارنةً بمعدل 0.36 جرام لمتوسط مواقع الويب العادية، مما يُعتبر إشارة قوية لتبني استراتيجيات للتقليل من هذا التأثير البيئي.

بدوره، أشار طالب الدكتوراه ديفيد ماهوني إلى أن مواقع الويب، رغم أنها قد تبدو قديمة، لا تزال من أكبر مصادر التأثير البيئي للإنترنت. كما توضح الأبحاث كيف يمكن إعادة استخدام بيانات الأرشيف لكشف النقاط العمياء المحتملة واستكشاف طرق مبتكرة لتحسين الأداء البيئي لمواقع الويب.

وللحد من الآثار السلبية لانبعاثات الكربون، يقترح فريق الدراسة عدة إجراءات، بما في ذلك تحسين تصميم الصفحات وتقليل أحجامها، بالإضافة إلى استضافة المواقع على خوادم تعمل بالطاقة المتجددة، مما يُمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا ملحوظًا في جهود بناء بيئة أكثر استدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام