التقط علماء الفلك إشارة راديوية غامضة من الزائر النجمي 3I/ATLAS، الذي اجتاز نظامنا الشمسي لأول مرة، وقد قام تلسكوب ميركات الراديوي في جنوب إفريقيا برصد هذه الإشارة، وأكد البروفيسور آفي لوب من جامعة هارفارد بأنه يمكن لتلسكوبات مثل هذه التقاط البصمة الراديوية المميزة لهذه الجزيئات المفاجئة، مما يفتح أمامنا آفاقًا جديدة لفهم هذه الظاهرة الفلكية.
بعد تحليلات دقيقة، أظهرت نتائج الأبحاث أن جزيئات الهيدروكسيل كانت تتحرك بسرعة تصل إلى 61 ميلاً في الثانية، وجاء هذا الاكتشاف بعد مرور 3I/ATLAS بالقرب من مستوى مدار الأرض، مما سهل عملية مراقبته، وأظهرت الصور البصرية الملتقطة في 9 نوفمبر أن المذنب يقذف نفثات هائلة من المواد تجاه الشمس، مما يثير فضول العلماء حول طبيعة هذا الحدث غير المألوف.
تثير الأحجام الضخمة للنفثات من 3I/ATLAS تساؤلات عديدة، فعادةً ما يتحرك المذنب الطبيعي ببطء، ويستغرِق شهورًا للوصول إلى المسافات التي تم رصدها، لكن الكتلة والكثافة الغريبة والنمط السريع للحركة تشير إلى وجود شيء غير عادي، وهذا يدعو العلماء لمراقبة تلك الظاهرة عن كثب والاستعداد للاستنتاجات الجديدة.
أضاف البروفيسور لوب أن الأرقام التي تم الحصول عليها تشير إلى تحدي كبير في تفسير المذنبات التقليدية، مع وجود معضلات بشأن فقدان الكتلة وسرعة السطوع، وقد تسمح عمليات الرصد الطيفي القادمة من تلسكوبات فضائية مثل هابل وويب بتقديم معلومات دقيقة حول تركيبة وكتلة النفاثات، مما قد يكشف عن طبيعة الكائن بشكل أفضل.
في ظل الاقتراب من أقرب نقطة ل3I/ATLAS من الأرض في 19 ديسمبر، يأمل العلماء بأن تسهم هذه الرصدات في تحديد ما إذا كان الجسم مذنبًا جليديًا تقليديًا أو كائنًا يعمل بمحركات دفع تكنولوجية، وقد تمنحنا هذه الفرصة النادرة لفهم كيفية تفاعل الأجسام بين النجوم مع البيئة المحيطة بها.
حقق كل ما سبق من معلومات علمية فريدة الإنجاز وفتحت آفاق جديدة لفهم كيفية التصرفات الفلكية، مما يجعل من 3I/ATLAS عنوانًا رئيسيًا للأبحاث المستقبلية في علم الفلك، ونتطلع إلى المزيد من الاكتشافات التي قد تعزز من معرفتنا بالمجموعة الشمسية وبالفضاء الخارجي بشكل عام.
