خبراء يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الخدمات المصرفية ويعزز تحديات الأمان الرقمية

عقدت جلسة رفيعة المستوى بعنوان “الخدمات المصرفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مرمى النيران”، وذلك ضمن فعاليات معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا “Cairo ICT” في دورته التاسعة والعشرين، ويقوم المؤتمر والمنعقد حاليا بمركز مصر للمعارض الدولية تحت شعار “الذكاء الاصطناعي في كل مكان”. وقد حضر الجلسة العديد من الخبراء في مجال الأمن السيبراني والخدمات المصرفية.

أدار هذه الجلسة الدكتور شريف حازم، وكيل محافظ البنك المركزي المصري لقطاع الأمن السيبراني، وأكد على أهمية التوعية التي تعتبر خط الدفاع الأول ضد المخاطر السيبرانية، وأشار إلى ضرورة صياغة رسائل توعوية بلغة بسيطة لتسهيل فهمها على المواطنين، مما يزيد من فعاليتها.

فيما كشف حازم عن وجود تطبيق جديد يحمل اسم “هاويتي”، يهدف إلى تسهيل فتح الحسابات البنكية عبر الهاتف وإجراء المعاملات المالية الرقمية، وأكد أن هذه الخطوة تمثل قفزة نوعية في مجال التمويل المستقل والخدمات المصرفية الرقمية، مما يساهم في تطور النظام المصرفي.

وأشار كذلك إلى أهمية التطورات المتسارعة في أدوات الحماية، موضحًا أن نموذج “Firewall Model” يعد الجيل الجديد من جدران الحماية لمواكبة أساليب الاختراق الحديثة، وحذّر من الاعتماد الكلي على مخرجات الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أن هذه التقنيات ليست بديلاً عن الوعي البشري والإشراف الأمني.

أكدت عبير خضر، رئيس مجموعة الأمن السيبراني بالبنك الأهلي المصري، على أهمية استحداث رسائل توعوية تتماشى مع المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وأوضحت أن برامج تدريب الموظفين في البنوك قد زادت بشكل ملحوظ لتراعي التطورات الجديدة.

استعرضت خضر نماذج من عمليات التزييف العميق وأساليب الاحتيال التي تُستخدم لخداع العملاء، وأشارت إلى إنشاء “غرفة الهروب” لتدريب الموظفين على معالجة سيناريوهات الاختراق، لتكون التوعية المجتمعية مكملة لهذا التدريب، وشددت على ضرورة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي نفسها في مواجهة هذه التهديدات.

أعربت رانيا الروبي، رئيسة قسم أمن المعلومات ببنك مصر، عن أهمية تطوير تقنيات الحماية، إذ تمثل حماية الأنظمة ضرورة حتمية وليست خيارًا، وتحدثت عن دور المسؤولين في الأمن السيبراني، حيث أصبحوا في قلب دوائر اتخاذ القرار داخل المؤسسات.

كشفت الروبي عن دراسات تشير إلى حجم الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي الذي بلغ حوالي 252 مليار دولار، مشددة على الحاجة إلى أدوات فعالة لمواجهة التزييف العميق والاحتيال الرقمي، وأكدت أن نشر الوعي بين المشاركين في معرض “Cairo ICT” يُعد خطوة محورية نحو تعزيز أمن المجتمع الرقمي.

يوضح بيشوي وصفي، مدير أول أمن المعلومات بشركة “سايشيلد”، أن الذكاء الاصطناعي قد أصبح جزءًا أساسيًا من مختلف القطاعات، مما يتطلب إعادة تطوير أدوات الحماية الرقمية بشكل دوري، وأكد أن الذكاء الاصطناعي يُعزز قدرات القطاعات الاقتصادية، لكن يتطلب تحسينًا مستمرًا لضمان حماية الأنظمة.

توقع شريف شلتوت، المدير الإقليمي لشركة “ليكويد سي 2″، أن المستقبل سيشهد ظهور تقنيات أكثر تعقيدًا في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يستوجب تعزيز التوعية والتدريب والتطوير لأدوات الحماية.

ويُنظم معرض ومؤتمر القاهرة الدولي للتكنولوجيا “Cairo ICT 2025” في الفترة من 16 إلى 19 نوفمبر، برعاية وزير الاتصالات، ويضم أكثر من 500 عارض ونخبة من الجهات الحكومية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الفعاليات المتخصصة في مجال التكنولوجيا والابتكار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام