قامت محكمة جنح ثالث أكتوبر الجزئية بإصدار حكم ببراءة الأب المتهم بتقييد نجله بسلسلة حديدية، وذلك في محاولة منه لحماية طفله من الإدمان، حيث أثارت هذه الواقعة جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. استندت المحكمة على الدلائل التي قدمها الدفاع بخصوص عدم وجود أي دلائل تشير إلى تعذيب الابن، مما أدى إلى تبرئة الأب من التهم المنسوبة إليه.
دفاع المتهم، الذي تولاه إبراهيم السعيد البسيوني، أشار إلى أن النيابة العامة أخرجت شبهة الاحتجاز القسري من الأوراق، كما أكد على غياب الأدلة المتعلقة بالتعذيب. أوضح الدفاع أن الوقائع المتاحة لا تعكس أي اعتداء جسدي على الابن المجني عليه، مما يعني انتفاء عناصر الجريمة وفق نصوص قانون العقوبات. وبهذا، تمكن الأب من إثبات براءته بموجب الأسانيد القانونية المقدمة.
كشفت وزارة الداخلية عن تفاصيل الحادثة ، حيث تم تداول مقطع فيديو يظهر الأب وهو يقيد نجله بسلسلة حديدية كوسيلة لمنعه من العودة إلى تعاطي المخدرات. أسفرت التحريات عن تحديد هوية الأب والابن، وظهر أن الأب لديه سجل جنائي رغم أن الابن كان في حالة قيد واضحة عندما جرى ضبطه. هذا الفيديو ساهم في إثارة الكثير من التساؤلات حول كيفية التعامل مع قضايا الإدمان.
الأب اعترف أمام سلطات الأمن بأنه تصرف بهذه الطريقة بعد عودة نجله إلى تعاطي المخدرات بعد فترة من العلاج. كانت نيته منع الابن من الخروج إلى الشارع وارتكاب أفعال تضر بنفسه، في حين تبدو الدوافع الإنسانية وراء تصرفاته ملائمة رغم الأساليب المستخدمة. تأتي هذه الواقعة في إطار النقاش الأوسع حول التعامل مع قضايا الإدمان والعنف الأسري.
قامت الجهات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة تجاه القضية، مع استمرار المتابعة لضمان حقوق الأفراد المعنيين. هذه الحالة تبرز أهمية وجود سياسات فعالة للتعامل مع قضايا الإدمان، وتوضح كيف يمكن أن تضيع الجهود الهادفة إلى المساعدة بسبب تصرفات غير تقليدية قد تؤدي إلى نتائج سلبية.