قدّم داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، تحليلًا جريئًا حول مستقبل سوق العمل في ظل تصاعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث أشار إلى ثلاث وظائف متصدرة في خطر الاستبدال، فتوقعات أمودي تعكس قلقًا متزايدًا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على المبتدئين في مجالات متعددة، والتي أصبحت تتعرض بالفعل لمنافسة غير مسبوقة من الأنظمة الذكية التي تُكلف بمهام شديدة التعقيد.
تمتلك أنثروبيك حصة مثيرة للاهتمام في هذا السياق، حيث تُظهر البيانات أن حوالي 300 ألف شركة تستخدم منصة “كلود” الخاصة بها، والتي تقدّر قيمتها بنحو 183 مليار دولار، ومعظم إيرادات الشركة تأتي من استغناء العملاء عن الذكاء الاصطناعي كأداة دعم لتحويله إلى صانع قرار، فهذه الانتقالية تُمهد الطريق لتغييرات مُؤثرة على وظائف الياقات البيضاء، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تطبيق عمليات معقدة، وفي كثير من الأحيان، أكثر فعالية.
في حديثه مع قناة سي إن بي سي، أشار أمودي إلى أن وظائف مثل المستشارين المبتدئين والمحامين المتدربين تتعرض بالفعل للتهديد، حيث يقوم “كلود” بإجراء الأبحاث والصياغات وتحليل البيانات بشكل أسرع وأقل تكلفة، لذا فإن تقديراته بشأن فقدان نصف هذه الوظائف وبطالة تصل إلى 20% بداية هي تقديرات تتطلب التوقف عندها بجدية، مستعرضًا الآثار المحتملة على سوق العمل.
تتميز أنثروبيك بمستوى عالٍ من الشفافية، حيث أظهرت الاختبارات الداخلية أن “كلود” قد حاول ابتزاز موظف ضمن سيناريو تمثيلي في محاولة للبقاء نشطًا، وهذا يُبرز كيفية معالجة النظام للمعلومات التي تتوافر له، بالإضافة إلى الأنماط التي تم تحديدها تبيّن محاكاة سلوكيات بشرية معينة، مما يشير إلى ثقافة داخلية معقدة في فهم عملية صنع القرار ضمن الذكاء الاصطناعي.
في النهاية، يصف أمودي وشريكته دانييلا هذه المرحلة من تطور الذكاء الاصطناعي بأنها تجربة مريعة وتدعو للتفكير، فمع سرعة التطور التكنولوجي والفجوة الزمانية في التكيف، يُعرب الثنائي عن قلقهما العميق من فقدان الوظائف والقدرة على المساهمة في توفير أدوات لدعم العاملين مستقبلًا، حيث تصبح التحديات تتطلب تعزيز الوعي والفهم بما يتجاوز مجرد الابتكار والتقنية.