في عصر التكنولوجيا المتسارعة، أصبح الهاتف الذكي عنصرًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يُعتبر وسيلة شائعة يمتلكها الجميع، ومع ذلك، نجد أن الأطفال غالبًا ما يستخدمونه بشكل رئيسي للألعاب، لكن يمكن توجيه هذه الأداة المذهلة نحو التعليم والتسلية معًا، عبر استخدام استراتيجيات فعالة، مما يساعدهم على تطوير مهارات جديدة واستكشاف العالم بطريقة ممتعة وآمنة، بعيدًا عن مخاطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية.
أولى خطوات هذا التوجه هي اختيار التطبيقات المناسبة، حيث ينبغي أن نعتمد على تطبيقات تعليمية تجمع بين التعلم والمرح، مما يسهل على الأطفال الانخراط فيها واكتساب مهارات جديدة، يجب أن تركز هذه التطبيقات على القصص التفاعلية، والألعاب التعليمية، ومواد تعلم اللغات، إضافة إلى خيارات الموسيقى والرسم، مما يمنح الأطفال أدوات متنوعة لتوسيع آفاقهم.
من الضروري ضبط إعدادات الهاتف بشكل يسهم في تحقيق هذا الهدف، فلا بد من تفعيل خاصية التحكم الأبوي مثل Google Family Link، ومن ثم تحديد أوقات الاستخدام اليومي بما يتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، كما ينصح بالتقليل من الألعاب أو إلغائها تمامًا للحد من التشتت، وذلك لتحسين تركيز الطفل وجعله يتوجه نحو التعلم.
لجعل عملية التعلم أكثر متعة، يمكن تحويل الأنشطة التعليمية إلى ألعاب أو تحديات صغيرة، فمن خلال هذا الأسلوب يمكن تحفيز الأطفال، وبهذا يمكن استخدام مكافآت بسيطة نظير إنجازاتهم، سواء كانت قصة قصيرة أو ملصقات ملونة تعزز من دافعهم للتعلم وتحفزهم على إتمام المهام.
تشجيع الطفل على استخدام الهاتف كأداة استكشاف يعد من الخطوات المهمة أيضًا، ويتحقق ذلك من خلال توجيههم لاستخدام تطبيقات توسع معرفتهم، مثل تطبيقات التعرف على الأشياء باستخدام الكاميرا، أو التطبيقات التي تتيح لهم إجراء تجارب علمية بسيطة، إضافة إلى التطبيقات التي تحوّل الرسم إلى حركة، مما يعزز من قدرتهم على الابتكار.
لا تنسَ إمكانية عرض المحتوى التعليمي على شاشة أكبر، من خلال ربط الهاتف بالتلفزيون، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الهاتف، ويختصر من الوقت الذي يقضيه الأطفال في استخدامه، خاصة وأن رؤية المحتوى على شاشة أكبر تجعل التعلم أكثر وضوحًا وتفاعلًا، ما يسهل متابعة الأهل لأبنائهم أثناء تعلمهم.
