يشهد قطاع تصنيع الاتصالات في مصر نقلة نوعية ملحوظة، حيث يبرز إنتاج كابلات الألياف الضوئية “الفايبر” كعنصر محوري في تطوير الشبكة الرقمية الوطنية، وتعمل أربع شركات دولية على تصنيع كابلات الفايبر محليًا بطاقة إنتاجية تقدر بـ4 ملايين كيلومتر كل عام، وهذا يعكس اهتمام الدولة في تعزيز الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي، ويأتي ذلك في إطار مبادرة “مصر تصنع الإلكترونيات”.
تستند هذه الصناعات إلى استثمارات محلية تبلغ حوالي 263 مليون دولار، تخصص لتصنيع الهواتف المحمولة وكابلات الفايبر، بينما توفر هذه المبادرات نحو 9 آلاف فرصة عمل مباشرة في السوق، مثل هذه الخطوات تدل على التزام الحكومة بتعزيز الصناعات المحلية ورفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني، وتعتبر تدشين هذه المصانع خطوة ضرورية لدعم الاقتصاد وتعزيز القاعدة الصناعية في مصر.
نجحت الحكومة أيضًا في استقطاب 15 علامة تجارية للعمل على تجميع وتصنيع الهواتف المحمولة وملحقاتها، باستثمارات تصل إلى 200 مليون دولار، وتهدف هذه الشركات إلى إنتاج 20 مليون جهاز سنويًا، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتوطين صناعة الإلكترونيات وتقديم منتجات ذات جودة عالية تنافس الأسواق العالمية، وهذه العمليات تساهم في تحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي.
مع توقعات بزيادة إنتاج المصانع المحلية إلى حوالي 10 ملايين وحدة خلال العام الجاري، من الموضح أن هناك طموح قوي لرفع نسبة تغطية الإنتاج المحلي من الاحتياجات السوقية لأكثر من 81%، ويرتبط هذا التوجه بتحقيق التنمية الشاملة وتعميق البنية التحتية للاتصالات والتكنولوجيا في مصر، مما يسهم في بناء مستقبل رقمي متكامل.