أحالت جهات التحقيق في الإسماعيلية المتهم يوسف.ا، الذي يُتهم بقتل زميله م.ا وتقطيع جثته إلى أشلاء باستخدام صاروخ كهربائي، إلى محكمة جنايات الأحداث. تم اتخاذ هذه الخطوة بعد أن أثارت تفاصيل الجريمة صدمة المجتمع، حيث تم التخلص من الأشلاء في عدة أماكن في منطقة كارفور الإسماعيلية، مما يسلط الضوء على خطورة الحادثة وضرورتها للمتابعة القانونية.
جاء في أمر الإحالة أن الواقعة حدثت بين 15 و17 يوليو 2025، حيث قام المتهم بقتل المجني عليه عمدا مع سبق الإصرار، بعد أن سرق منه هاتفه المحمول. أعد المتهم الأدوات اللازمة لإخفاء آثار جريمته واستدرج الضحية إلى منزله بحيلة تتعلق بإرجاع الهاتف المسروق، ثم اعتدى عليه حتى أزهق روحه مستخدما أدوات عدة.
وفقًا لأوراق القضية، فقد قام المتهم بخطف المجني عليه تحت ذريعة إعادة الهاتف المسروق، ما منع الضحية من الهرب أو طلب المساعدة. هذه الحيلة تؤكد نية المتهم المسبقة في ارتكاب الجريمة، وقد واجه الضحية مصيرًا مؤسفًا تمثل في تعرضه للضرب والطعن حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، الأمر الذي يعكس بوضوح نوايا القتل المبيتة.
بتفاصيل أكثر عمقًا، أحرز المتهم عدة أدوات تساعده في تنفيذ جريمته، تضمنت تلك الأدوات سلاحين أبيضين وصاروخ كهربائي، مما يشير إلى تخطيطه العميق لتنفيذ فعلته. وكذلك اتُهم المتهم بسرقة الهاتف المطلوب، وهي نقطة إضافية تعكس تحول الجريمة إلى سلسلة من الأفعال الإجرامية المتسلسلة. هذه العناصر تمثل تفاصيل رئيسية في ملف القضية التي سيتم تقديمها للمحكمة.
على صعيد آخر، كشف المحامون في القضية عن عزمهم إحالة المتهم إلى مصلحة الطب الشرعي لتحديد عمره الحقيقي، حيث يُثير جسده الضخم وطرق الجريمة تساؤلات حول عمره الفعلي. هذا الأمر يعد جزءًا من مجمل التحقيقات التي تسلط الضوء على نفسية المتهم وظروف الجريمة، لتسهيل فهم دوافعه وأفعاله خلال الحادثة.
المفاجأة الأبرز جاءت من اعتراف المتهم بمشاركته في تخطيط الجريمة من خلال التفاعل مع “شات جي بي تي”، مما يبرز مدى تطور تفكير الجناة وكيف يمكنهم استخدام التكنولوجيا لتسير بينهم وبين ضمائرهم. وقد أرسلت صور الجريمة لعناصر خارج البلاد، وهو أمر يعكس عمق تفكيكه للجريمة وإهماله للعواقب المحتملة.
عمليات المحاكمة بدأت بالفعل، ومن المقرر أن تنظر محكمة جنايات الأحداث في الإسماعيلية القضية بعد أيام قليلة. هذه المحاكمة ستفتح الطريق للتوصل إلى عدالة بعد ما تم تناوله من تفاصيل صادمة حول الجريمة، والتي هزت المجتمع المحلي وتطالب بالكشف عن كل جوانب الحادثة ليتسنّى للعدالة أخذ مجراها بالشكل الصحيح.
من جهة أخرى، تمت عملية تجديد حبس صاحب محل الموبايلات لفترة إضافية، مما يعكس مدى تعقيد القضية والمعطيات المختلفة التي تأخذها النيابة في الاعتبار. كما تم تجديد حبس والد المتهم خلال التحقيقات، الأمر الذي يعكس مسؤولية بعض الأطراف عن المساهمة في إخفاء معالم الجريمة أو مساعدتها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
الجريمة استدعت تحقيقات مكثفة من قبل النيابة، التي تستمع لشهادات متعددة تسلط الضوء على كل التفاصيل المرتبطة بالقضية. الويل لأفراد الأسرة الذين كانوا على علم بحقيقة ما جرى، حيث تظهر الوثائق أن الوالد حاول مساعدته في إخفاء آثار الجريمة، مما يعكس انعدام الوعي والمسؤولية في هذه المواقف.
المتهم اعترف بشكل صريح بارتكابه للجريمة ودوافعه طالما كانت السعي وراء الشهرة وتحقيق الترند. هذا التصور يعكس انعدام المسؤولية والإنسانية، كما يوضح كيف يمكن للفكر البنّاء أن يتحول إلى أفكار مدمرة في حال غياب ردع مناسب. تظهر هذه الاعترافات قسوة الفعل وسطحية التفكير رغم الجريمة الشنعاء.
علاوة على ذلك، اعترف الجاني بأنه قام بتقطيع الجثمان إلى أجزاء تفصيلية، بهدف إخفاء معالم الجريمة، مما يدل على تخطيطه الدقيق لتنفيذ فعلته، وسمح له ذلك بالإخفاء النسبي للجناية عن الأنظار لفترات. وفي الجوانب النفسية، تكشف التحقيقات عن مشاعر الخزي والبرود، حيث استمتع الجاني بتمثيل الجريمة أمام الجهات المختصة.
أهمية القضية تكمن في تعقيداتها وتداعياتها الاجتماعية والنفسية، فالتحقيقات تأخذ بُعدًا إنسانيًا واجتماعيًا عبر البحث في الآثار المترتبة على الجانحين وأسرهم. هذا الأمر يستلزم إعادة النظر في كيفية التعامل مع المراهقين والمتهمين جنائيًا، فالمسؤولية هنا ليست فقط تقع على عاتق الجاني بل تتجاوز ذلك لتشمل المحيط والأسرة بكاملها.