تتجه أنظار أفريقيا نحو نهائيات كأس أمم أفريقيا المقرر إقامتها في المغرب، كما تتجاوز أصداء هذه البطولة الملاعب الأفريقية لتصل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث يشتعل الصراع على اللقب والمراكز الأوروبية في فصل حرج من الموسم، ويظهر التأثير المباشر لهذه المسابقة على الأندية، خاصة في ظل الصعوبات التي تعاني منها.
تتجدد الأزمة بين منتخب مصر وأندية ليفربول ومانشستر سيتي بشأن انضمام ثنائيهما محمد صلاح وعمر مرموش إلى المعسكر التحضيري للبطولة، خاصة مع قرب انطلاقها، فالأندية تأمل في بقاء نجومها لمواجهة تحديات الدوري، بينما يسعى المنتخب للحصول على خدمات أفضل لاعبيه للدفاع عن حلم القارة.
تستضيف المغرب بطولة أمم أفريقيا في الفترة من 21 ديسمبر حتى 18 يناير، حيث يستعد أكثر من 40 لاعباً من 17 نادياً في الدوري الإنجليزي للمشاركة، مما قد يؤثر على أداء الأندية خلال هذه الفترة الحاسمة، ويعكس الصراع الدائم بين الروح الوطنية ومتطلبات الأندية القوية في المسابقات الأوروبية.
حاولت الأندية الأوروبية في فترات سابقة تغيير موعد البطولة إلى الصيف، لكنها واجهت صعوبات بسبب الحرارة المرتفعة، ما جعل الاتحاد الأفريقي يتمسك بإقامتها بين يناير وفبراير كل عامين، وفي ظل هذه التحديات، تتجه الأنظار نحو علاقة الأندية والمنتخبات التي باتت تبدو متوترة أكثر من أي وقت مضى.
في سياق متصل، يبرز غياب عمر مرموش كأحد العوامل التي قد تعقد حسابات مانشستر سيتي، حيث تركز التقارير الصحفية على أهمية تواجد هذا اللاعب في مباراة ودية قبل البطولة، ما يعني أن الفريق السماوي قد يفقد جهوده لعدة مباريات في الدوري، مما يزيد من تعقيد موقفه في المنافسة على اللقب.
كما تشير التقارير إلى أن انضمام مرموش المبكر لمنتخب مصر سيكون ضربة قاسية للسيتي، فكلما طال غيابه زادت الاحتياجات لتدوير التشكيلة، مما يعكس حجم المعاناة التي تواجه الفريق في ظل غياب عناصره الأساسية في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز.
في ذات الوقت، يستعد ليفربول لتأخير انضمام محمد صلاح إلى منتخب مصر بعد مباراة فريقه مع برايتون، مما يعكس الجهود المبذولة للحفاظ على قوته الهجومية في الوقت الذي تستعد فيه الفرق الأخرى لمنافسات أمم أفريقيا. هذا الموقف يعكس صراع الأندية مع منتخبها الوطني في مسعى إلى تحقيق التوازن بين إعداد اللاعبين وتحقيق النجاحات.
مانشستر يونايتد أيضًا يواجه مشكلات مماثلة حيث سيغيب عدد من اللاعبين بسبب التزامهم بالمشاركة مع منتخباتهم، وأكد المدرب روبن أموريم على أهمية التنسيق بين الأندية والمنتخبات لتخفيف الضغوط على الجميع، لكن يبدو أن قرار انضمام اللاعبين لن يتم تخفيفه بسهولة.
وبينما يسعى مانشستر يونايتد لحل هذه المسألة للحفاظ على قوته، يبقى أن نرى كيف سيتأقلم الفريق مع غياب لاعبيه خلال هذه الفترة، فالأمور لا تظهر بالسهولة التي يتوقعها الجميع، حيث يعد التحدى في إدارة هذه الأوضاع أمراً يتطلب تكاتف الجميع.