ثار بركان هايلي غوبي في إثيوبيا، ليكون هذا الحدث محط أنظار العلماء والمختصين في مجال الدراسات الجيولوجية، إذ يُعتبر أول ثوران بركاني يسجل في المنطقة منذ نحو 10 آلاف عام، ووقع الثوران في سلسلة جبال إرتا أليه، ويقذف أعمدة ضخمة من الرماد في السماء، وما يجعل هذا الحدث مميزًا هو ندرة النشاط البركاني في هذه المنطقة تاريخيًا.
أعلن مركز تولوز الاستشاري للرماد البركاني في تحذير له أن الثوران بدأ حوالي الساعة 8:30 صباحًا بتوقيت غرينتش، وتأكيدًا على ذلك أظهرت بيانات الأقمار الصناعية وجود سحابة رماد ترتفع بمقدار 10 إلى 15 كيلومترًا، وتمتد نحو البحر الأحمر لتصل إلى عُمان واليمن، مما يُعد حدثًا استثنائيًا في تاريخ المنطقة الجيولوجي.
يمتاز بركان هايلي غوبي بموقعه الفريد، إذ يبعد حوالي 15 كيلومترًا جنوب شرق بركان إرتا ألي، وهو أحد أنشط البراكين، وعلى الرغم من نشاط جاره القريب، إلا أن هايلي غوبي ظل خامدًا بدون أي ثوران مسجل، مما أثار الفضول العلمي حول طبيعة هذا البركان وأسباب خمود لفترة طويلة.
توفر صور الأقمار الصناعية معلومات قيمة حول النشاط البركاني، إذ تُظهر انبعاثات كبيرة لثاني أكسيد الكبريت، وهو مؤشر على النشاط البركاني، وتبرز هذه البيانات أهمية مراقبة الثوران عن بُعد، لا سيما أن المنطقة نائية وعقيمة من السكان.
حتى اللحظة، يبقى ثوران هايلي غوبي مثار اهتمام كبير، ليس فقط لكونه حدث استثنائي، بل لأنه يكشف عن أسرار جيولوجية لم تُدرس جيدًا، ويشجع على المزيد من الأبحاث العلمية حول النشاط البركاني، مما يُعتبر نافذة على أحداث قد تقودنا لفهم أفضل للطبيعة وعرض تنوعها.