الأسود تتواصل بلغة مبتكرة والذكاء الاصطناعي يكشف الشفرة بأسلوب غير مسبوق

في خطوة علمية رائدة قد تغير معايير مراقبة الحياة البرية، أعلن فريق من الباحثين في جامعة إكستر عن اكتشاف يتجاوز ما كان يُعتقد عقوداً عديدة حول زئير الأسود الأفريقية، حيث تمكنوا من تحديد نمط جديد من الأصوات، وأطلق عليه اسم “الزئير الوسيط”، الذي يعكس تعقيد التواصل بين هذه الحيوانات الضخمة، مما يتيح فهماً أعمق للطبيعة الاجتماعية للسلالة.

الدراسة التي نُشرت في مجلة علم البيئة والتطور، وثقت هذا الاكتشاف باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولأول مرة، تمكن الباحثون من تصنيف أصوات الأسود بدقة، ما يمهد الطريق لتطوير أساليب جديدة في مراقبة الحيوانات البرية. يُعتبر “الزئير الوسيط” صوتاً مختلفاً عن الزئير المعروف، وقد يمثل اتصالات عميقة تفرّق بين الأنماط الاجتماعية المختلفة بين الأسود، مما يعزز فائدة استخدام الذكاء الاصطناعي في الدراسة البيئية.

وفي حديثه عن هذا الاكتشاف، أكد عالم الأحياء جوناثان جروكوت أن زئير الأسود له دلالات أكثر من كونه رمزاً للقوة، فهو أداة لتقدير أحجام السكان ومراقبة الحيوانات بدقة. وفقاً لجروكوت، كانت الأساليب التقليدية تعتمد على الخبراء الذين يمكن أن يتحيزوا في تقييماتهم، بينما تتيح الأنظمة الذكية فرز آلاف التسجيلات بشكل أكثر دقة وكفاءة.

الحيوانات الأفريقية لا تزال تواجه تهديدات خطيرة، فقد تم تصنيف الأسد الأفريقي كنوع مهدد بالانقراض، حيث تتراوح تقديرات عدد الأسود البرية في أفريقيا بين 20,000 و25,000 فقط. يعكس هذا الانخفاض المخيف أهمية تطبيق هذه التقنيات الجديدة للمساعدة في الحفاظ على ما تبقى من الأنواع المهددة، حيث يعد تحسين مراقبتها أحد الأمور الملحة لحمايتها.

الدراسة تلقي الضوء على تحول كبير في فهمنا لطبيعة تواصل الأسود، حيث كان يُعتقد سابقًا أنها تستخدم نمطاً واحداً. الآن، يثبت البحث الجديد وجود نغمات صوتية متنوعة، وهو ما قد يمنح العلماء أدوات جديدة لفهم العلاقات الاجتماعية والسلوكية المعقدة بين هذه الكائنات. يفتح هذا الاتجاه الجديد المجال لكشف المزيد من الأنماط الصوتية لدى حيوانات أخرى، ما يعزز الفهم العلمي لنظام الأصوات في الطبيعة.

يمكن لهذه التقنيات الجديدة أن تحدث تحولاً في أساليب مراقبة الحياة البرية، فالتقنيات الحالية مثل مصائد الكاميرات أو تتبع الآثار غالبًا ما تشتمل على تكاليف مرتفعة ودقة محدودة. يمكن أن تصبح أساليب مثل استخدام مسجلات صوتية تستمع خلال اليوم هي الأساس في أنظمة رصد الحيوانات المهددة، مما يساهم في تعزيز جهود الحفظ والبحوث البيئية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام