كشفت مصادر مطلعة أن النيابة العامة في الجيزة تواصل تحقيقاتها في قضية مقتل سيدة وأبنائها الثلاثة على يد مالك محل أدوية بيطرية بمنطقة فيصل، حيث طلبت النيابة كشف حضور الضحية إلى قسم طوارئ مستشفى قصر العيني يوم 21 أكتوبر الجاري، واستدعت الطبيب المسئول والممرضين المتواجدين في نفس اليوم لسماع أقوالهم حول الواقعة.
تأتي هذه الخطوات في سياق تحقيقات موسعة حول جريمة مروعة أثارت صدمة في الأوساط المحلية، حيث تم قتل ربة المنزل وأطفالها بشكل غير مسبوق، وهو ما يجعل الأمر يتعلق بأبعاد إنسانية واجتماعية خطيرة، تسعى النيابة من خلالها لكشف ملابسات هذه الحادثة الأليمة التي هزت المجتمع.
كما قامت النيابة بندب خبراء الطب الشرعي لتشريح جثامين الضحايا وإعداد تقارير تفصيلية حول أسباب الوفاة، بجانب طلب تحريات إضافية من المباحث حول الواقعة وظروفها، حيث تأمل النيابة استكمال التحقيقات بشكل شامل وموضوعي، مما يوفر إطارًا موثوقًا يمكّن من الوصول إلى الحقيقة.
خلال التحقيقات، تبين أن المتهم كان لديه علاقة بالمجني عليها، وقد أقاموا معًا في شقة مستأجرة مع أطفالها، إلا أن الخلافات بدأت تظهر عقب اكتشافه سوء سلوكها، مما دفعه للتخطيط لجريمته بأبشع الطرق، وهو ما يعكس عمق المشاعر الإنسانية المنحرفة التي يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه المآسي.
أشارت التحريات إلى أن المتهم حصل على مادة سامة من المحل الذي يملكه، وأعدها بطرق مروعة، حيث وضعها في كوب عصير وقدمها للضحية، معتدًا على حياة من أحبهم، وعندما تدهورت حالتها نقلها إلى المستشفى، مدعيًا أنها زوجته، وسجل بياناته باسم مستعار قبل أن يترك المكان بعد وفاتها.
يبدو أن الإجرام لم يتوقف عند هذا الحد، حيث قرر المتهم التخلص من الأطفال الثلاثة بالطريقة نفسها، فقام بأخذهم في نزهة وقدّم لهم عصائر ممزوجة بالمادة السامة، وعندما رفض أحدهم تناول العصير، تخلص منه بطريقة بشعة، بينما لفظ الطفلان الآخران أنفاسهما في المستشفى، مما يزيد من تعقيد القضية.
بفضل جهود فرق البحث الجنائي، تم تحديد هوية المتهم وضبطه، وعندما تم مواجهته، اعترف بالتفصيل بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام، حيث تسعى النيابة حاليًا لاستكمال التحقيقات لكشف باقي التفاصيل، مما يؤكد على أهمية التحري الدقيق لجلب الجناة إلى العدالة.
