تشكل الخصوصية الرقمية للطفل موضوعًا بالغ الأهمية في عصر التقنية الحديثة، حيث باتت الألعاب والتطبيقات جزءًا لا يتجزأ من تجارب الأطفال اليومية، عليها أن تكون هناك خطوات جادة لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت المتزايدة، إذ أن العديد من الألعاب الذكية لا تقوم بجمع بياناتهم فقط، بل تعد أداة تجسس على مواقعهم وبياناتهم الشخصية، مما يتطلب وعيًا أكبر من الأهل.
في تقرير حديث، تم تسليط الضوء على المخاطر المحتملة المتعلقة بالألعاب الذكية، خاصة بعد أن اتخذت لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية خطوات قانونية ضد شركة Apitor Technology المتخصصة في تصنيع ألعاب الروبوتات، إذ تم اتهام الشركة بجمع بيانات حساسة من الأطفال دون الحصول على موافقة أولياء الأمور، مما يعكس حاجة ملحّة لإعادة النظر في كيفية حماية خصوصية الأطفال الرقمية.
طبقًا لمعلومات مسربة، تتطلب ألعاب Apitor، التي تُدار من خلال تطبيق مجاني، تفعيل خاصية مشاركة الموقع الجغرافي، وهو ما يفتح بابًا لجمع بيانات دقيقة حول الأطفال، مثل مواقع منازلهم والمدارس، وهذا يعتبر مخالفًا لقانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، الأمر الذي أدى إلى توقيع غرامة مالية تقدر بنصف مليون دولار على الشركة، وإلزامها بحذف البيانات المخالفة.
كما أظهرت التحقيقات مدى خطورة الوضع، فقد تم تجميع بيانات كافية لتحديد أماكن الطفل بصورة شخصية، مما يعزز необходимость اتخاذ تدابير عاجلة للدفاع عن خصوصية الأطفال، وتقديم الوعي للأهالي حول أهمية اتخاذ احتياطات مناسبة. وفي إطار مشابه، تضمن تغريم ديزني مبلغ عشرة ملايين دولار بسبب عدم وضعها العلامات المطلوبة على مقاطع الفيديو الخاصة بالأطفال، مما يمثل تحديًا آخر لحماية البيانات الرقمية للأطفال.
لحماية الأطفال رقميًا، يُنصح بمراجعة إعدادات الخصوصية على الأجهزة والتطبيقات، كما يجب استخدام أدوات المراقبة الأبوية لمنع وصول المحتوى غير المناسب. أيضًا، يجب على الأهل قراءة سياسات الخصوصية للتطبيقات قبل تثبيتها، وتعليم الأطفال أهمية الحفاظ على خصوصياتهم، مثل عدم مشاركة المعلومات الشخصية عبر الإنترنت. تحديث الأجهزة بانتظام يعد خطوة مهمة لإصلاح الثغرات الأمنية، وأخيرًا يمكن إنشاء حسابات مخصصة للأطفال كوسيلة فعالة لحماية بياناتهم.
