تشهد منطقة الجمالية في القاهرة حوادث تؤشر إلى تصاعد المشاجرات العنيفة التي قد تكون عواقبها وخيمة، حيث وقعت مشاجرة عنيفة أدت إلى إصابة أربعة أشخاص بحروق متفرقة، بعد أن تطور خلاف بسيط إلى عنف شديد، وتدخلت فيه مادة كاوية، مما جعل الحادث يستدعي تدخل الجهات الأمنية.
تمكنت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن القاهرة من تلقي بلاغ حول وقوع مشاجرة بين عدد من الأفراد، وعند الانتقال للفحص تبين أن المشاجرة حدثت بين طرفين، حيث كان الطرف الأول عاملاً يعاني من حروق، بينما الطرف الآخر يتكون من بائعة وزوجها ونجلهما، وقد تم نقل الجميع إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
أظهرت التحقيقات أن الخلاف بدأ نتيجة قيام الطرف الثاني بترك بضائعهم أمام ورشة الأول، مما أدى إلى مشادة كلامية سرعان ما تطورت إلى مشاجرة جسدية، حيث قام العامل بإلقاء مادة كاوية على الطرف الثاني، ما أسفر عن إصابتهم، وتعرض عامل آخر وشقيقه للحروق أثناء محاولتهما فض الاشتباك.
بعد تنفيذ الإجراءات اللازمة، تم ضبط جميع المعنيين بالمشاجرة، وقد اعترفوا بارتكاب الحادث، حيث تبادلوا الاتهامات بينهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالة القضية للنيابة العامة، التي ستقوم بدورها بالتحقيق في تفاصيل الحادث وأبعاده.
تتضمن عقوبات الاعتداء باستخدام مواد كيميائية أو حارقة نصوصًا مشددة من قانون العقوبات المصري، حيث توضح المادة 240 أن الاعتداء باستخدام هذه المواد يستحق عقوبات من السجن تتراوح بين ثلاث إلى خمس عشرة سنة، وفي حالة وجود عاهة مستديمة نتيجة الفعل، فإن العقوبة قد تتضاعف.
وفي حال أدى الاعتداء إلى تشويه أو عجز دائم أو كان بدافع الانتقام أو الترويع، يحق للمحكمة تشديد العقوبة إلى السجن المؤبد، مما يؤكد على خطورة استخدام المواد الكاوية في الاعتداء، فهذا النوع من الجرائم لا يقتصر على المشاجرات العادية بل يعد شروعًا في القتل أيضًا.
تشير القوانين إلى أن استخدام المواد الكاوية في النزاعات يسقط العذر المعتاد للمشاجرات، حيث تعتبر جريمة قائمة بذاتها، مما يجعل أطراف الحادث أمام عواقب قانونية صارمة، ويعكس ذلك ضرورة توخي الحذر والتروّي في التعامل مع الخلافات بين الأفراد، بما يحول دون تفاقم الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.
