أعلنت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (جاكسا) عن نهاية رحلة مركبة أكاتسوكي المدارية، التي كانت تمثل أمل اليابان في استكشاف كوكب الزهرة. فقد توقفت هذه المركبة عن العمل بعد أكثر من عشر سنوات من الجهد الدؤوب والدراسات العلمية الدقيقة، لتجسد بذلك إنجازًا غير مسبوق في تاريخ الفضاء الياباني. أكاتسوكي، التي أُطلقت في مايو 2010، تجاوزت التحديات التقنية والعقبات الطبيعية، وقدمت ولادة جديدة لرؤى علمية جديدة حول كوكبنا الأقرب.
انطلقت سفينة أكاتسوكي عام 2010 عبر صاروخ H-IIA، ورغم فشلها في الدخول إلى مدار الزهرة في محاولتها الأولى، استطاع المهندسون تجاوز هذا الفشل بمكر وتخطيط محكم، حيث تمكنوا من استخدام محركات الدفع لدفع المركبة إلى مدارها في ديسمبر 2015. منذ ذلك الحين، بدأ العمل في دراسة معالم الغلاف الجوي الفريد لكوكب الزهرة، الذي يتميز بخصائص معقدة وقاسية. واكتملت فترة عملها الإضافية عام 2016 لتستمر المهمة في دراسة الظواهر الجوية بشكل مكثف، ولم يكن انقطاع الاتصال بها في أبريل 2024 إلا بمثابة نهاية غير متوقعة لعصر مثير من الاكتشافات العلمية.
تُعتبر الإنجازات العلمية لمركبة أكاتسوكي جزءاً مهماً من إرث الأبحاث في الفضاء، حيث رصدت ظواهر مثيرة مثل السحب فائقة الدوران وموجات جوية عريضة النطاق. لم تُقم هذه النتائج بفهم كوكب الزهرة فقط، بل قد تكون مفيدة أيضًا في دراسة الكواكب الأخرى. ورغم انتهاء مهمة أكاتسوكي، إلا أن وكالة ناسا وغيرها من الوكالات تخطط لبعثات جديدة لاستكشاف كوكب الزهرة، مثل البعثتين فيريتاس ودافينشي+، مستمرة في سعي الإنسانية لفهم أعماق الفضاء.
إرث أكاتسوكي يبقى خالدًا، لتبرز فائدة بحوثها في المجال العلمي، مؤذنةً بمرحلة جديدة من الاستكشافات المقبلة. إذ أن لا شيء يمكنه أن يكون نهاية رحلة اكتشاف الفضاء، مما يتيح لنا تطلعات جديدة نحو الكواكب الأخرى، حيث ستستمر الأبحاث في الإضاءة على أسرار الكون.
