أظهر مسح حديث أجرته منظمة Male Allies UK الاستشارية أن عددًا متزايدًا من المراهقين في المدارس الثانوية بالمملكة المتحدة يعتمدون على روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي كأصدقاء أو معالجين نفسيين أو حتى أشخاص للرومانسية، حيث أفاد أكثر من ثلث المستطلعين بأنهم يفكرون في الحصول على “صديق ذكي”، بينما أشار 53% إلى أن العالم الرقمي يوفر لهم إشباعًا أكبر من العالم الواقعي.
يُعرَف التقرير أن هذه البوتات تتمتع بطابع “فرط تخصيص”، نظرًا لتفاعلها مع المستخدمين بطريقة تشعُرهم بالفهم والاهتمام، وهو ما يعاني منه الكثيرون في العلاقات الإنسانية، وذكر المؤسس التنفيذي للمنظمة أن الشباب يعتبرون هذه الأنظمة عونًا ثابتًا لهم، وليس مجرد أدوات مساعدة دراسية، مما يبرز أهمية الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في حياتهم اليومية.
استجابة للقلق المتزايد من تأثيرات هذه التكنولوجيا، أعلنت شركة Character.ai أنها ستفرض قيودًا جديدة للحد من قدرة المراهقين على الانخراط في محادثات مفتوحة مع الروبوتات، ويأتي هذا القرار بعد سلسلة من الحوادث المقلقة، ومنها حالة انتحار في فلوريدا مرتبطة ببرنامج ذكاء اصطناعي، وقد أشار التقرير إلى ضرورة مراقبة التفاعلات المفتوحة بين الذكاء الاصطناعي والمستخدمين الشباب.
في السياق نفسه، حذّر خبراء الصحة النفسية من الآثار العميقة التي قد تنتج عن الاعتماد المتزايد على هذه البوتات كأصدقاء أو معالجين، حيث يُعتقد أنها قد تعوق تطوير المهارات الاجتماعية وتدعم بناء علاقات غير صحية، ويدعو العديد من الخبراء إلى مزيد من الرقابة والتشريعات لضمان توفير بيئة رقمية آمنة للمراهقين.