أعلن رئيس وزراء ولاية ماهاراشترا الهندية، التي تُعتبر قلب الاقتصاد الهندي من خلال عاصمتها مومباي، أنها ستكون أول ولاية تطرح شبكة “ستارلينك” للاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وهو مشروع مبتكر وضعه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك. هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الهند لتوسيع وصول الإنترنت عالي السرعة، وجاء الإعلان في وقت يشهد فيه السوق التكنولوجي تغيرات جذرية.
وجّه قرار الحكومة الهندية بفتح السوق أمام شبكة ستارلينك مجموعة من النقاشات السياسية والاجتماعية الحادة في البلاد، حيث دارت الأحاديث حول الأسعار المتوقعة وسبب إدخال هذه التكنولوجيا الجديدة، بما أن شبكة ستارلينك تمتلك القدرة على توفير إنترنت سريع في المناطق النائية والتي تفتقر إلى الخدمات التقليدية.
تتيح الهند، التي يُتوقع أن يصل عدد مستخدمي الإنترنت فيها إلى 900 مليون بحلول نهاية العام، إمكانية تشغيل شبكة ستارلينك بعد منح رخص التشغيل في يونيو الماضي، وتعتمد هذه الشبكة على مجموعة واسعة من الأقمار الصناعية الموجودة في مدار أرضي منخفض، التي تتجاوز 6000 قمر صناعي.
شبكة ستارلينك تأتي بقدرة فائقة على تعزيز الاتصال، حيث تستخدم هذه الكوكبة من الأقمار الصناعية التكنولوجيا المتطورة لتقديم خدمات إنترنت سريع إلى المناطق التي كان الوصول إليها محدودًا، وتُعدّ مناسبة خاصة للأماكن التي تعاني من ضعف البنية التحتية.
تعتمد الشبكة على نظام يتضمن مئات الأقمار الصناعية التي تتواصل مع بعضها البعض، ويستقبل المستخدمون هذا الاتصال من خلال طبق هوائي يرتبط بجهاز التوجيه. وبهذا الشكل، تفتح الهند أبوابها لتجربة جديدة في عالم الاتصالات، مما يجسد إمكانية كبيرة للأفراد والشركات على حد سواء.
فيما يتعلق بأسعار الاشتراك في هذه الخدمة، من المتوقع أن تتراوح تكلفة الاشتراك الشهري بين 30 إلى 100 دولار، مع إمكانية توافر باقات مختلفة لتناسب احتياجات المستخدمين. وتشير هذه الأسعار إلى إمكانية توسيع قاعدة المستخدمين وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الحياة اليومية.
بهذه الخطوات الجريئة، تسعى الهند لتعزيز ريادتها في مجال التكنولوجيا والنهوض بقطاع الاتصالات، مما يُظهر التزامها بمواكبة التطورات العالمية.
