في أكتوبر، شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة تصل إلى 3.7% ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي له عند 4381 دولار للأونصة، ويأتي ذلك وسط توقعات قوية بعودة الأسعار إلى هذا المستوى قبل نهاية 2025، ويعزى هذا الارتفاع بشكل كبير إلى مشتريات بنوك مركزية مهمة التي تساهم في تعزيز الطلب على الذهب، ما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا المعدن النفيس وأدائه في الأسواق العالمية.
أما بالنسبة لأسعار الذهب اليوم، فقد سجل عيار 24 حوالي 6051 جنيهًا، بينما بلغ سعر عيار 21 نحو 5295 جنيها، وعيار 18 وصل إلى 4538 جنيهًا، في حين سجل الجنيه الذهب 42360 جنيها، ويبدو أن هذه الأسعار تعكس حالة التوتر والضغط السلبية التي يمر بها سوق الذهب في الوقت الحالي، نتيجة لعوامل اقتصادية متعددة.
يؤثر التوقع بتقليص خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي على أداء الذهب، فتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أشارت إلى إمكانية وقف المزيد من التيسير النقدي، مما دعم ارتفاع الدولار أمام العملات الرئيسية، الأمر الذي يعد مثار قلق لصناع السوق، حيث تتراجع إمكانية خفض أسعار الفائدة إلى 69% من 90% خلال الأسابيع الماضية.
علاوة على ذلك، الارتفاع في الدولار وزيادة توقعات الفائدة يفرض ضغوطًا على أسعار الذهب عالمياً، إذ إن المعدن الثمين لا يقدم عائدات للمستثمرين، مما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة، ومع تزايد تكلفة الاحتفاظ بالذهب، يتراجع الطلب عليه كخيار استثماري، وهذا يعكس بوضوح العلاقة العكسية بين الذهب والدولار، حيث يرتبط أداء كل منهما بشكل قوي.
من جهة أخرى، أعلن مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية قامت بشراء 39 طنًا من الذهب في سبتمبر، ما يُظهر ارتفاعًا مذهلاً بنسبة 79% مقارنة بالشهر السابق، وهو ما يمثل أعلى مستوى لعمليات الشراء في 2025 حتى الآن، ومنذ بداية العام حتى نهاية سبتمبر، بلغت المشتريات الصافية من الذهب 200 طن، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل الجهات الرسمية بهذا المعدن النفيس رغم الضغوطات الاقتصادية.
