قرر قاضي المعارضات بمحكمة الزقازيق تجديد حبس الأب المتهم بتعذيب طفلته البالغة من العمر 12 عامًا حتى الموت لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، حيث وجهت النيابة العامة إليه تهمة القتل العمد، وتمت هذه الخطوة في إطار الإجراءات القانونية المقررة لمثل هذه الجرائم، لتبدأ قصة مأساوية أخرى في المجتمع المصري.
وكشفت الأجهزة الأمنية تفاصيل الحادث المأساوي، إذ تبين أن الأب تعذّب ابنته من زوجته الثانية لأكثر من أسبوع، حيث مارس عليها شتى أنواع التعذيب بما في ذلك خلع أظافرها وحرق جسدها الصغير، فضلًا عن الاعتداء عليها بعصا خشبية، ونتج عن ذلك تدهور حالتها الصحية بشكل خطير، ورغم محاولات الأب لإنقاذها فقد كانت حالتها قد ارتسمت بآثار التعذيب القاسية.
عندما شعر الأب بخطورة وضع ابنته الصحية، قام بنقلها إلى مركز منيا القمح، إلا أن الأهالي تدخلوا ونقلوها إلى مستشفى منيا القمح المركزي، حيث لفظت أنفاسها الأخيرة داخل العناية المركزة بعد ساعتين من وصولها، هذا الحدث مثّل نقطة تحول محورية في القضية والتي تسببت في استنكار عارم من قبل المجتمع حول مثل هذه الأفعال البشعة.
بعد وفاة الطفلة، فر الأب هربًا من ملاحقة الأجهزة الأمنية، لكن جهود الشرطة لم تتوقف، حيث نجحت في تحديد مكانه داخل جناين البرتقال بمنيا القمح، ما أتاح لهم القبض عليه وإجراء التحقيقات اللازمة، وعليه تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده للبدء في محاكمته عن الجريمة البشعة التي ارتكبها في حق ابنته.
شهدت قرية النخاس التابعة لمركز الزقازيق هذه الحادثة المؤلمة، حيث أقدم الأب على إنهاء حياة نجلته الطالبة في المرحلة الابتدائية، وادعى أنه كان يقوم بتأديبها، لكن الغضب والأساليب العنيفة التي اتبعها أدت إلى فاجعة لا تُنسى تُضاف إلى الأعمال الوحشية التي يعاني منها عدد من الأطفال في المجتمع.
البداية كانت مع بلاغ تلقاه اللواء عمرو رءوف، مدير أمن الشرقية، من مركز شرطة الزقازيق، يفيد بوفاة الطفلة “جيهان” التي كانت طالبة بالصف السادس الابتدائي، وكان لون حياتها قصيرًا بسبب قسوة والدها، والتي تجسدت في هذه الجريمة النكراء التي هزت كيان المجتمع بأسره، معبرة عن مدى العنف الأسري الذي لا يزال موجودًا.
عند وصول قوات مباحث مركز الزقازيق لموقع البلاغ، بدأت التحقيقات لكشف ملابسات الواقعة، واتضح أن والد المجني عليها، وهو تاجر مواشي، كان قد اعتدى عليها بالضرب بسبب خلافات أسرية مع والدتها، وبالفحص الطبي على الجثة تبين وجود آثار حروق وكدمات، الأمر الذي يوضح مدى التعذيب الذي تعرضت له الطفلة، ورغم هروبه، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض عليه لمواجهة النتائج الخطيرة لفعلته.
