في وقت تتزايد فيه الابتكارات التكنولوجية، أعلنت شركة مايكروسوفت عن إنشاء فريق جديد يهدف إلى تطوير نموذج ذكاء اصطناعي مصمم خصيصًا لخدمة البشرية، حيث أشار مصطفى سليمان، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي بالشركة، إلى أن هذه المبادرة تضع البشر في مقدمة أولوياتها. الهدف هو تقديم ذكاء اصطناعي يحقق التوازن بين التقدم التكنولوجي ورفاهية الإنسان، في سعي واضح للحفاظ على السيطرة الإنسانية على هذه التقنية.
وقال سليمان إن الذكاء الاصطناعي الفائق الذي تسعى مايكروسوفت لتطويره لن يكون كيانًا مستقلًا يتحرر بحرية كاملة، بل سيتم بناؤه وضبطه ضمن معايير واضحة تضمن فعالياته ضمن الحدود المحددة مسبقًا، مما يساعد في تجنب المخاوف المتعلقة بتجاوز قدرات الذكاء الاصطناعي للحدود الإنسانية، هذه الرؤية تعكس التزام مايكروسوفت بتقديم أدوات مبتكرة تعزز من قدرات البشر وليست لتنافسهم.
تأتي هذه الخطوة في إطار تصاعد المنافسة بين مايكروسوفت وOpenAI، خصوصًا بعد الاتفاقية التي تسمح لمايكروسوفت بالسعي نحو تطوير ذكاء اصطناعي عام بشكل مستقل أو مع شركاء آخرين، كما حصلت على حقوق استخدام الملكية الفكرية من OpenAI، مما يمنحها ميزة تنافسية في هذا المجال المتطور بسرعة.
حدد سليمان ثلاثة مجالات رئيسية يمكن أن تُستخدم فيها هذه التقنية الجديدة، حيث تتمثل الأهداف في مرافقة المستخدمين ودعم التعلم والإنتاجية، تحسين الرعاية الصحية عبر أدوات أكثر تقدمًا، وتحقيق اختراقات علمية جديدة في مجال الطاقة النظيفة، ما يعكس التوجه الشامل نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في تحقيق مصلحة البشر.
أضاف سليمان أن رؤية مايكروسوفت تتمحور حول إبقاء الإنسان في مركز كل شيء، حيث يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي من دونه وسيلة لزيادة القدرات الإنسانية بدلاً من أن يكون تهديدًا، ويؤكد ذلك الزخم المتزايد تجاه تعزيز التقنيات الذكية التي تخدم الإنسان وتضمن مستقبل أكثر إشراقًا للجميع.
