تواجه بدلات الفضاء التقليدية تحديات كبيرة في تمكين رواد الفضاء من الحركة بسهولة، إذ توفر هذه البدلات الحماية المطلوبة ولكنها تشكل عائقًا في المرونة، ومع ظهور بدلة جديدة مزودة بعضلات اصطناعية، يبدو أن المستقبل سيكون أكثر إشراقًا لرواد الفضاء، فقد تم اختبار هذه البدلة خلال مهمة فضائية في أستراليا لما يقارب الأسبوعين، وهي مصممة خصيصًا لتسهيل حركة رواد الفضاء أثناء استكشاف القمر والمريخ، وتعد هذه التقنية الواعدة خطوة مهمة نحو تحسين تجربة الرواد في الفضاء.
تجربة جديدة أطلقها منتدى الفضاء النمساوي، حيث تم تصميم البدلة للمساعدة على تقليل الإجهاد البدني أثناء المشي، يعلق إيمانويل بولفيرنتي، الباحث في جامعة بريستول، بقوله إن هذه البدلة قد تفتح المجال أمام أنظمة روبوتية قابلة للارتداء في المستقبل، مما يعزز الأداء ويقلل التعب، هذا الابتكار سيحدث ثورة في كيفية استكشاف الفضاء.
أشارت التطورات السابقة في هذا المجال إلى سعي ناسا لتطوير بدلات جديدة تعتمد على الهياكل الخارجية، ويعتمد تصميم البدلة الجديدة على الابتكارات التكنولوجية التي تهدف إلى جعل البدلات أكثر خفة وقوة، كما استلهم بولفيرنتي من خبرات عائلية، حيث عمل مع جدته الخياطة لصناعة البدلة، مما جعل العمل يتسم بالاحترافية والدقة.
تشكل العضلات الاصطناعية في البدلة مزيجًا من المواد الحديثة، حيث تم استخدام نايلون وبلاستيك حراري لخلق بيئة محكمة، وكذلك استخدام الكيفلار في أماكن الضغط لتعزيز القوة، هذه المواد تساهم في تقديم بدلة خفيفة الوزن ولكنها قوية بما يكفي لتحمل ظروف الفضاء القاسية.
اختبارات البدلة تمت في بيئة خاصة في أستراليا تعرف باسم CRATER، حيث تم تصميمها لمحاكاة الظروف القمرية بشكل دقيق، وقد أشاد جون كولتون، مدير مركز آندي توماس، بهذه البيئة، مؤكدًا على أهميتها في تطوير البروتوكولات والبدلات الجديدة، هذه الجهود تسعى لاستكشاف آفاق جديدة في مجال الفضاء والبحث، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر تطورًا.
لقد أكدت الاختبارات الأولية على قدرة البدلة الجديدة على تحسين تجربة رواد الفضاء في الحركة والراحة، وعلى الرغم من أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، يؤكد بولفيرنتي أنه يتطلع إلى رؤية هذه التكنولوجيا تُختبر في محطة الفضاء الدولية قبل نهاية العام 2030، مما يحمل آمالًا كبيرة لمستقبل استكشافات الفضاء.
