في واحدة من أبشع جرائم الثأر في المدن المصرية، أسدلت محكمة جنايات مدينة نصر الستار على قضية قتل شاب ذبحًا، حيث تم التخطيط لهذه الجريمة من قبل أربعة متهمين بدقة، نفذوا جريمتهم بمساعدة صديق مقرب من الضحية، تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على ظاهرة خيانة الأصدقاء وتأثيرها المدمر على العلاقات الإنسانية.
المحكمة، برئاسة المستشار محمد رشدي أبو النجا، أصدرت حكمًا بالإعدام شنقًا للمتهمين الأربعة، وقد استند القرار إلى الأدلة التي أثبتت نية المتهمين المسبقة في ارتكاب الجريمة وترصدهم للمجني عليه، في سياق يوضح مدى بشاعة الفعل وجرأته. يمثل هذا الحكم سابقة في التصدي لمثل هذه الجرائم وينبه إلى ضرورة حماية العلاقات الاجتماعية.
تظهر أوراق القضية رقم 5865 لسنة 2025 جنايات ثالث مدينة نصر أن الجريمة بدأت بخيانة صديق وثق فيه المجني عليه، ولعب المتهم الثالث “محمد. ح” دورًا رئيسيًا في استدراج الضحية إلى شقة في عين شمس، حيث أغراه المتهمان الأول والثاني بمبلغ مالي مقابل ذلك، وكانا في انتظار لحظة التنفيذ. تشير هذه الحادثة إلى جوانب خطيرة من الخيانة التي تهدد العلاقات.
عند وصول “إسلام” إلى الشقة، قام صديقه بتقديم «عقار طبي مخدر»، مما أدى إلى سقوطه مغشيًا عليه، لتبدأ فصول الجريمة البشعة، حيث استغل المتهمون هذه الفرصة لتنفيذ خطتهم المسبقة للقتل، مجسدين بذلك ظلامية النفس البشرية ونتائج الخيانة المؤلمة التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج مأساوية.
أوضحت التحقيقات أن المتهمين الأربعة، وهم جميعًا عمال، كانوا قد عقدوا العزم على قتل المجني عليه كجزء من انتقامهم بسبب خلافات سابقة، استقلوا سيارة يقودها المتهم الرابع ونقلوا الضحية إلى موقع الجريمة، حيث استجلبوا سكينًا أثناء تنفيذ مخططهم القاتل، ذبحوه بدمٍ بارد في مشهد صادم ترك أثرًا بالغًا على المجتمع.
بعد أشهر من التحقيقات، تم إحالة المتهمين الأربعة إلى المحاكمة الجنائية، حيث أثبتت الأدلة عليهم وجرمهم بشكل قاطع، فقضت المحكمة بالإعدام شنقًا للمتهمين الأربعة بعد أن ثبت ارتكابهم الجريمة عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، ليكون الحكم رسالة واضحة على ضرورة الحفاظ على قيم الأمانة والصداقة، وتأكيدًا على أن الخيانة، مهما كانت دوافعها، ستؤدي دائمًا إلى عواقب وخيمة.
