ألغت شركة بلو أوريجين، المتخصصة في الرحلات الفضائية، محاولة إطلاق صاروخها الثاني من طراز نيو جلين، وذلك بسبب العواصف الشمسية القوية التي أثرت بشكل ملحوظ على ظروف الإطلاق، حيث أدت هذه العواصف إلى ظهور الشفق القطبي في مناطق متفرقة من الجنوب حتى منصة الإطلاق الواقعة في فلوريدا، وتأمل بلو أوريجين في إعادة المحاولة اليوم الخميس، حيث من المقرر إجراء عملية الإطلاق خلال فترة زمنية تتراوح بين الساعة 8:57 مساءً و10:25 مساءً.
كان من المزمع أن يتم إطلاق صاروخ نيو جلين في وقت سابق من هذا الأسبوع، من مجمع الإطلاق الفضائي 36 التابع لبلو أوريجين في كيب كانافيرال، حيث كانت المهمة تهدف إلى إرسال مركبتين فضائيتين تابعتين لناسا، وهما “إسكابيد” إلى المريخ، وقد ذكرت الشركة عبر منشور على منصة X أن التأجيل جاء نتيجة ارتفاع النشاط الشمسي وتأثيراته المحتملة على السلامة التشغيلية لمركبة الفضاء، مما يستدعي الانتظار حتى تحسن الظروف الجوية في الفضاء.
تعتبر مهمة “إسكابيد” التي تعتزم ناسا القيام بها مهمة استراتيجية، فهي تعد أول مهمة للوكالة إلى كوكب المريخ منذ إطلاق المركبة “بيرسيفيرانس” في عام 2020، صُممت المركبات المدارية التي تم تطويرها من قبل مختبرات “روكيت لاب” لدراسة تأثير الرياح الشمسية على الغلاف الجوي للمريخ، حيث ستساهم هذه الدراسات في فهم كيفية استنزاف الغلاف الجوي للكوكب الأحمر والمعلومات المهمة المتعلقة به.
في وقت حساس من النشاط الشمسي، شهد كوكب الأرض مؤخرًا تفاعلات فريدة بين الغلاف الجوي والطقس الفضائي، خصوصًا مع ظهور مجموعة من البقع الشمسية النشطة AR4274، التي أطلقت مؤخرًا انبعاثًا كتليًا إكليليًا قويًا من النوع G4 باتجاه الأرض، مما أدى إلى ظهور شفق قطبي واسع النطاق، وكذلك تسبب في تأخير إطلاق صاروخ “نيو جلين”، إذ يحتاج الطاقم إلى التحقق من الاستقرار قبل المضي قدمًا في المهمة.
لو كانت المهمة قد أُنجزت كما هو مخطط لها، فإن الصاروخ نيو جلين كان سيساهم بفعالية في تعزيز جهود استكشاف الفضاء ودعم الرؤية الطموحة لوكالة ناسا، ومع استمرار التقدم التقني، تبقى آمال العلماء عالية لإطلاق هذه المهمة في القريب العاجل.
