شهدت كنيسة الشهيد مارجرجس في منطقة غيط العنب بمحافظة الإسكندرية احتفالًا مميزًا بليلة استشهاد القديس مارجرجس المزاحم، حيث توافد عدد كبير من أبناء الكنيسة ومحبيها للانضمام إلى هذه المناسبة الروحية، بدأت الاحتفالات بصلوات العشية والزفة، وتقدمت المشاركات من كهنة الكنيسة وسط أجواء من الإيمان والفرح، عكست عمق وحدة المجتمع واحتفالاته.
امتلأت ساحة الكنيسة والشوارع المحيطة بالمصلين، وجاء عدد من الجيران المسلمين لمشاركة أبناء الكنيسة فرحتهم في مشهد يعكس الوحدة الوطنية، إذ اعتادت المنطقة على تسمية هذه المناسبة بـ “مولد مارجرجس”، حيث تتسم بأجواء شعبية مبهجة تقارب الموالد المصرية التقليدية، ويعزز ذلك روح الاجتماع والمحبة بين الجميع.
تزينت شوارع غيط العنب بأضواء وزينات احتفالية، حيث جاب الكهنة والشعب محتفلين بصورة القديس مارجرجس، بينما تلألأت واجهات المنازل والكنائس بالأضواء، مما أضفى سحرًا خاصًا على الحدث، وكانت الصور والصليب قد زينت المكان، ليجعل من الاحتفال تكريمًا للتراث الروحي والتاريخي المصري.
كما شهدت الفعاليات تواجدًا كبيرًا لباعة “حلاوة المولد”، الذين يعتبرون هذه المناسبة فرصة سنوية هامة لتحقيق المبيعات، وظهرت الكثير من المنتجات بطبعات تحمل صور القديسين، إلى جانب باعة الألعاب والتماثيل والهدايا الدينية، ليعكس الجميع فرحتهم ويعبروا عن الاحتفال الشعبي المتجذر في روح المنطقة.
تُعتبر كنيسة مارجرجس في غيط العنب من أقدم الكنائس في الإسكندرية، إذ تم افتتاحها رسميًا في 16 نوفمبر 1938، وقد كانت مقرًا لجمعية الكرمة منذ عام 1919، وعلى الرغم من كثرة الكنائس في المنطقة، إلا أن كنيسة مارجرجس تتمتع بمكانة خاصة لدى الأقباط والمسلمين، لما تحمله من قيمة روحانية وتاريخية لأبناء المدينة.
سنويًا تتحول شوارع غيط العنب إلى ساحة احتفالية تعبر عن كثافة المشاركة والتقارب بين الأهالي، إذ يتبادلون التهاني بمناسبة ذكرى بناء الكنيسة، فيخرج الجميع في أجواء من الحب والوحدة، لتظل الكنيسة منارة للإيمان والعمل المشترك بين جميع سكان المنطقة.