قررت جهات التحقيق في محافظة الإسماعيلية تجديد حبس صاحب محل موبايلات في قضية مقتل تلميذ الإسماعيلية، وذلك لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق، وهذه الخطوة تُعد الثانية في سياق هذه القضية المعقدة، حيث استمرت التحقيقات في التعمق في تفاصيل الحادث المأساوي الذي شغل الرأي العام وأثار العديد من التساؤلات.
كما قررت جهات التحقيق تجديد حبس والد المتهم بقتل زميله مدة إضافية من الزمن، ليكون القرار للمرة الثانية، مما يعكس مدى جدية هذه التحقيقات المركّزة في القضية، حيث يتعاون المسؤولون مع الأجهزة الأمنية للكشف عن جميع أبعاد هذا العمل الإجرامي الذي أثر بشكل كبير على المجتمع.
تواصلت التحقيقات التي تجريها نيابة الإسماعيلية، وقد اعتراف المتهم يوسف. أ بارتكاب الجريمة بعد قضاء أكثر من شهر في السجون، حيث أوضح تفاصيل الحادث، مبينًا أن خلافًا بينه وبين المجني عليه أدى إلى استدراجه إلى منزله في منطقة المحطة الجديدة، وارتكب فعلته باستخدام أدوات حادة.
أفاد المتهم بارتكابه لجريمته بوحشية، إذ لجأ إلى استخدام أدوات حادة، حيث طعن المجني عليه عدة طعنات ومن ثم قام بتقطيع الجثة إلى ستة أجزاء في مسعى منه لإخفاء معالم جريمته، هذه الأفعال المروعة تثير الكثير من التساؤلات حول الصحة العقلية للمتهم وطبيعة العلاقة بينه وبين الضحية.
وفقًا لمذكرات الطب الشرعي، تم وصف حالة الجثمان بأنها تشير إلى وجود شتى الممارسات الوحشية، إذ قُدم تقرير يشير إلى تفاصيل مروعة حول تقطيع الأشلاء، كما تم العثور على أجزاء من الجثة في أماكن مختلفة، مما يدل على محاولة إخفاء الجريمة من قبل المتهم.
كشف المحامي عبد الله وطنى، المتواجد في التحقيقات مع شهود الإثبات، عن جوانب مثيرة للاهتمام فيما يتعلق بالقضية المعروفة بـ”جريمة الصاروخ”، مؤكداً أن والد المتهم كان له دور في مسح آثار الجريمة، مما أضاف تعقيدات جديدة لسير القضية، وكذلك إخفاء الأدلّة ليكون شريكًا في الجريمة.
تواصلت النيابة العامة مع عدد من شهود الإثبات من أسرة المتهم، حيث تلعب هذه الشهادات دورًا حيويًا في استكمال التحقيقات، بهدف تحديد المشتبه بهم في هذه القضية وتوضيح أدوارهم، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة التي تخص هذه الجريمة.
أكد المحامي أنه خلال استجواب المتهم، اعترف أنّ سبب ارتكابه للجريمة كان سعيه وراء الشهرة والتحول إلى موضوع يتحدث عنه الجميع، وهو اعتراف يعكس غياب الإحساس بالمسؤولية، فضلاً عن مشاعر البرود أثناء تمثيله الجريمة وكأنه يمثل مشهدًا في فيلم.
أثناء تمثيله الجريمة، أظهر المتهم سلوكًا غير طبيعي، حيث قدم هدية لوكيل النيابة عبارة عن آلة حاسبة تخص المجني عليه، مما أضاف بُعدًا أكثر عمقًا لوحشية الجريمة، حيث تجلى افتقاره لمشاعر الت remorse أو الندم، وأثبت عدم الإدراك للكارثة التي ارتكبها.
لتفاصيل عملية التقطيع، اعترف المتهم بأنه أعد خطته بشكل مُحكم من أجل التخلص من الجثة، حيث استدرج المجني عليه بحجة إعادة هاتفه المسروق، ثم قام بشراء أدوات للتخلص من الجثة بعد ارتكاب جريمته، مما يعكس تخطيطه المسبق وأبعاد الجريمة البشعة.
تحدث المحامي عن كيفية فصل اللحم عن العظام باحترافية، وهذا ينفي وجود أي نوع من الارتجال في تنفيذ الجريمة، حيث أقر أن المتهم قام بطهي جزء من الجثة وتناوله، ما دفعه للإصابة بنوبة قيء، مما يعكس مدى الاضطراب النفسي الناتج عن فعله الشنيع.
إلى جانب ذلك، تبيّنت تفاصيل مؤلمة حول الأسرة المعنية، مشيرًا إلى أن الأم لم تكن على علم بالجريمة إلا بعد مرور ثلاثة أيام، وذلك بعد تفشي تفاصيل الحادث عبر وسائل الإعلام، مما يدل على حجم الصدمة التي أصابتها وتفكك الأسرة نتيجة لارتكاب الفعل الإجرامي.
وكشفت التحقيقات عن وجود صدمة إنسانية، إذ أنهم لم يفهموا كيف يمكن لطفل صغير التصرف بهذه الطريقة، وفي الوقت نفسه تؤكد التحقيقات أن سلوك المتهم كان محسوبًا، حيث جهة التحقيق تسيّرها العوامل النفسية والإنسانية المتعلقة بهذه الجريمة التي تصدرت العناوين.
أثبتت مذكرة الطب الشرعي أن الحادث تم باستخدام أدوات كهربائية، مما يعكس تجاوز الأحداث للحدود البشرية العادية، حيث ناقشت التقارير إمكانية التأثر بمشاهد عنيفة في الأفلام، وهو عامل يثير القلق حول تأثير محتوى وسائل الإعلام على الشباب وسلوكياتهم.
كما تم تسليط الضوء على نظرة المجتمع تجاه الجريمة، حيث يطالب كثير من الأهالي بالعدالة القصوى، مؤكدين أن الضحية يجب أن تُؤخذ حقوقه بعين الاعتبار، وأن الشرح الجيد للأقسام القضائية بشأن حوادث القتل العمد أمر ضروري لتحقيق العدالة في مثل هذه الحالات.
تتحرك التحقيقات لتناول التفاصيل التي تثير الكثير من النقاشات حول القوانين المتعلقة بجرائم القتل، حيث تؤمن العائلات بأن التصرفات الوحشية غير مقبولة، وتدفعهم إلى دعوة مسؤولي الدولة إلى مراجعة القوانين لتحقيق العدالة للضحايا في المجتمع.
هذه القضية التي هزّت الرأي العام تفتح مجالاً للحديث عن التربية، وتأثير الثقافة المرئية على التصرفات والسلوكيات الإنسانية، وهي درس مؤلم حول الضغوط النفسية والعوامل المؤثرة في سلوك الشباب والمراهقين في وقتنا الحاضر.