الهند تتصدر عالم تكنولوجيا الهواتف الذكية وتنافس الصين في صفقات التوريد

تشهد صناعة الهواتف الذكية، وخاصة آيفون، تحولًا كبيرًا في السنوات الأخيرة مع تزايد التركيز على الهند كمركز تصنيع رئيسي، فالتحول الذي بدأته شركة آبل في هذا الاتجاه يهدد بإضعاف مكانة الصين التي كانت تُعتبر “مدينة الآيفون” لعقود من الزمن، ويشير تقرير صحيفة لوموند إلى تفاصيل هذا الانتقال وتأثيره على السوق.

لقد كانت الصين، وتحديدًا مدينة تشنجتشو، المقر الرئيس لشركة فوكسكون، حيث تجمّع حولها ما يصل إلى 300 ألف عامل في أوقات الذروة، لكن الآن بدأت الأمور تتغير، إذ تعاني الشركة من ضغوط قانونية تتعلق بنسبة العمال المؤقتين، فقد وُضعت قيود صارمة تقلص عددهم إلى 10% فقط، بينما يتجاوز عددهم فعليًا النصف، مما يثير قضايا مرتبطة بحقوق العمال وظروف العمل.

تظهر التحديات التي تواجه فوكسكون من حيث ضغط الأجور والاعتماد على المكافآت الموسمية الكبيرة، فالأجر الشهري الأساسي للعامل لا يتجاوز 295 دولارًا، وهو أقل بكثير من متوسط الأجور في المنطقة، وهذا يدفع العمال للعمل لفترات قصيرة، يتوجه الكثير منهم لمغادرة الشركة بمجرد انتهاء ذروة الإنتاج، ليكون لهذا تأثير مباشر على استقرار العمل.

في النهاية، تواصل الهند تعزيز مكانتها في الإنتاج العالمي، إذ تصنع حاليًا نحو 20% من إجمالي إنتاج آيفون، مع توقعات بزيادة هذا الرقم في السنوات المقبلة، وذلك بمساعدة حكومية واضحة ودعم للمصانع الكبرى مثل فوكسكون وبيجاترون، مما يجعلها تكتسب سمة بارزة في تخطيط سلاسل التوريد.

تجسد هذه التحولات منافسة جديدة في سوق التكنولوجيا المعاصر، حيث ينمو دور الهند في الطلب العالمي على التكنولوجيا، مع تحويل آبل تركيزها بعيدًا عن الصين لتضمن استدامة إنتاجها وتحسن الظروف بشكل متزايد، مما يجعل الهند واحدة من الوجهات الرئيسية للاستثمار في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام