تنظر محكمة جنايات الإسكندرية برئاسة المستشار عبد الرحمن حافظ في قضية قتل مهندس الإسكندرية التي كانت قد أثارت جدلاً كبيرًا بين المواطنين، حيث يشهد اليوم أولى جلسات محاكمة المتهم المعروف برمز “ال.ر.ال” بتهمة قتل المجني عليه “ع.ا.ال”، وتنقل التفاصيل المثيرة للدهشة جزءًا من قصة صداقة تحولت إلى مأساة كبيرة، حيث سُمع صدى غدرها في قلوب الجميع.
تعود أحداث القضية إلى بلاغٍ ورد إلى الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية، حيث أُفيد أن المتهم أطلق عيارات نارية على المجني عليه مما أدى إلى وفاته، ويُعتبر هذا العمل الجاني جزءًا من سلسلة من التطورات الدرامية التي نشأت عن خلافات شخصية نشأت عن صداقة دامت لسنوات. القضية سجلت برقم 10703 لسنة 2025 في قسم شرطة كرموز، وتمثل سابقة مؤلمة في التحقيقات الأمنية.
ارتبط المتهم والمجني عليه بعلاقة صداقة وثيقة استمرت لخمسة سنوات، لكن الصداقة تحولت إلى عداوة عندما تطور خلاف بينهما بعد أن اعتدى المتهم بالسب والتشهير بزوجة المجني عليه على وسائل التواصل الاجتماعي، ونتيجة لذلك، قرر المجني عليه إبلاغ والده، مما أسفر عن تعنيفه للمتهم. بدلاً من التصالح، اتخذ المتهم قرارًا مأساويًا للانتقام من صديقه وبدأ في تحضير خطته القاتلة.
لإتمام خطته، استأجر المتهم وحدة سكنية قريبة من سكن المجني عليه ليراقبه، واشترى أيضًا سيارة لتسهيل تحركاته، وتسلح بسلاح ناري وطلقات، ليكون جاهزًا لتنفيذ جريمته، وبدا أن الانتقام أصبح هاجسه، حيث كان على استعداد لتسليط العنف على صديقه الذي كان يعتبره يومًا ما أخًا له. هذه الأفعال تكشف عمق تحولات العلاقات الإنسانية عندما تغمرها الخيانة.
في يوم الواقعة، حدد المتهم موعدًا للقاء المجني عليه في مقهى جماعي، حيث ظن أنه يمكن أن يتصالح معه، لكن الحقيقة كانت مغايرة تمامًا. وعندما خرج المجني عليه من عمله، نفذ المتهم هجومه بضراوة، حيث أطلق رصاصات قاتلة عليه. بمجرد أن سقط المجني عليه على الأرض بعد عدة طلقات، أضاف المتهم عملاً إضافيًا بإجباره على عدم الحياة، وأعلن انتهاء التحدي بشكل مأساوي.
التحقيقات مع المتهم أظهرت اعترافات صادمة، حيث أشار إلى أنه بعد أن درس في كلية الهندسة، سافر للعمل في شرم الشيخ، وعند عودته وجد أن صديقه قد تغيرت تصرفاته، وابتعد الأصدقاء عنه، وشهدت العلاقة بينهما خلافات متزايدة، مما دفعه إلى التفكير في الانتقام بدافع الغضب. تعكس هذه التفاصيل واقع العلاقات الإنسانية الهشة وأهمية التواصل والترابط الفعال في تعزيز صداقات مستدامة.