أزمة شريحة نيكسبيريا تُشعل اضطرابات جديدة في سلاسل إمداد صناعة السيارات

تعاني صناعة السيارات العالمية من أزمة جديدة ارتبطت بشريحة نيكسبيريا، التي تمثل نقطة اختناق في سلسلة الإمداد هذا المضطرب لم يكن متوقعًا من قبل، فقد كانت الشركات تأمل في تعزيز شبكاتها بعد الأزمات الماضية، وتبين أن الشريحة، رغم بساطتها، تلعب دورًا حاسمًا، مما يطرح تساؤلات حول جدوى الاعتماد على سلاسل الإمداد الحالية، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية.

تستخدم شريحة نيكسبيريا في العديد من المكونات الحيوية داخل السيارات، مثل وحدات التحكم في المكابح والنوافذ الكهربائية، ورغم أن تكلفتها الاقتصادية منخفضة، إلا أن نقصها يؤدي إلى تقليص إنتاج كبرى الشركات مثل نيسان وهوندا، وقد تضطرت بعض الشركات مثل بوش لتقليص ساعات عمل مصانعها نتيجة لهذا النقص، والذي يظهر كيف يمكن لمكون بأسعار زهيدة أن يؤثر سلبًا على الإنتاج العالمي.

أثارت الحكومة الهولندية أزمة جديدة عندما استحوذت على مقر نيكسبيريا، خوفًا من تسرب التكنولوجيا للمالك الصيني، مما دفع بكين لتقييد صادرات الشرائح، وهذا التوتر السياسي يقود إلى اضطرابات في سلسلة الإمداد، مما يسلط الضوء على التبعية التي يعاني منها قطاع السيارات، والتي أصبحت واضحة عندما حدث النقص المفاجئ في الشحنات من مصنع دلتا نهر اللؤلؤ.

تعتبر نيكسبيريا إحدى أكبر شركات إنتاج الشرائح، ومع قطع الشحنات، تكشف الأزمة عن الاعتماد الكبير للقطاع على مبدأ المخزون اللحظي، مما يجعل الشركات عرضة لصدمات مفاجئة، حيث تتطلب أي بدائل اختبارًا دقيقًا لضمان مطابقتها للمعايير المطلوبة، مما يزيد من تعقد عملية الاستجابة للأزمات.

كما أشار خبراء إلى أن تغيير الموردين ليس بالسهولة المتوقعة، إذ تستغرق هذه العملية وقتًا طويلاً وتكاليف عالية، مما يدفع الشركات لإعادة النظر في استراتيجيات التوريد الخاصة بها، والخلاصة أن الأزمة الحالية تعكس ضرورة التفكير بشكل استراتيجي في سلاسل التوريد، وعدم اعتبار المكونات البسيطة كعناصر ثانوية في العمليات الصناعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأقسام